د. محمد فكري القرش
بدأت حياتي كأي شاب مصري لا يعرف إلا العمل والاجتهاد حتى أصبحت أحد الأطباء البيطريين المعروفين في نطاق مدينتي الريفية ولم أتخيل أبدا أن بلادي اتخذت منهجا حقيقيا قائما على تمكين الشباب بشكل كامل.
فوجدت إعلان فتح باب التقديم للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة فتقدمت له وكلي يقين أن الوساطة والمحسوبية ستكون عاملا حاسما، ولكن يبدو ان الامور تغيرت كثيرا في مصر فلا مجال للوساطة ولا المحسوبية والعبرة الحقيقية هي القدرة على العمل والاجتهاد والإبداع، وفوجئت بأنه تم اختياري لأكون عضوا في البرنامج الرئاسي ، وأحصل على برنامج تأهيلي مكثف كأحد محاور التمكين الحقيقي للشباب ، وبعد عام كامل من العمل والاجتهاد والمذاكرة والمثابرة تم اختياري للعمل معاونا لوزير الزراعة ، ويبدو أن حلمي يقترب من أن يتحقق والدولة جادة في قرارها ، وبعدما بدأت العمل وفقا لما تعلمته في البرنامج ، تم تكليفي بالعمل متحدثا رسميا لوزارة الزراعة إضافة لعملي ، كما تم تكليفي بالعمل مديرا لمشروع تعزيز القدرات التسويقية لصغار المزارعين في الريف المصري، وفي كل خطوة من هذه الخطوات تمثل لي تحديا جديدا، اعمل واجتهد واحرص على النجاح فيه قدر استطاعتي ووفقا لما تعلمته وتدربت عليه لكي اكون مثالا مشرفا لشباب جيلي وللبرنامج.
والحمد لله لقد حققت نجاحات كبيرة في كافة المجالات التي عملت عليها فقد تم اختيار مشروع تعزيز القدرات التسويقية لصغار المزارعين كأحد أفضل المشاريع الممولة من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية وتم عرض تجربته أمام مجلس محافظي الايفاد، ايضا تم الإشادة بالمتحدث الرسمي للزراعة في العديد من المناسبات والفاعليات ، بل وتم ترشيحي لجائزة التميز الحكومي للقيادات العليا مرتين متتاليتين على الرغم من كوني أصغر المتقدمين لها.
وهذا كله لم يكن ليتحقق لولا رؤية القيادة السياسية ورغبتها في دعم وتمكين الشباب المصري، والشكر كل الشكر لمن رعى وتبني هذا البرنامج الذي تحول إلى مركز ابداع حقيقي للدولة المصرية.
ولهذا ومن واقع تجربتي الصغيرة ادعو كل الشباب المصري إلى العمل والاجتهاد فالدولة مهتمة بنا ولأول مرة أصبحت الدولة لا تضع الشباب في تحديات بتمكينه دون تأهيل ولكن التمكين لا يأتي الا بعد التأهيل لنكون قادرين على العمل والاجتهاد والإبداع .