فيتشر وتصوير: هبة الشرقاوي
لكل منا قصة تحدي تجعله يقرر إما أن يترك نفسه ضحية لها أو أن يتغلب عليها، كالسيدة صابرة عبد الستار التى كافحت طوال حياتها للتغلب على صعوبات المعيشة. فهي نموذج من ضمن الكثير من السيدات المصريات اللاتي كافحن من أجل توفير حياة كريمة لأولادهن، ولدت صابرة بقرية ميت المخلص بمركز زفتى بمحافظة الغربية، و قد توفي زوجها منذ 17 عاما، ولديها خمسة أولاد منهم ثلاثة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وبينما تسعى “صابرة” وتكافح لتحقيق طموحها وتوفير دخل تستطيع به توفير نفقات المعيشة لأولادها دون الحاجة لتلقي مساعدات من أحد، ساهمت معها مبادرة حياة كريمة، فكان لصبرها الذي استمدته من اسمها في انتظار تحقيق حلمها نهاية سعيدة بمرور مبادرة حياة كريمة بقريتها.
السيدة صابرة نموذج للمرأة المصرية المثابرة والمكافحة
تمكنت صابرة بكفاحها من تزويج ابنها الأكبر وإنهاء تعليم الأصغر الذي يؤدي الخدمة العسكرية حاليًا، وتبقى معها ثلاثة أولاد من أصحاب الهمم، حيث عملت منذ وفاة زوجها في عدة مهن، منها: بيع الزبدة، والخياطة في مشغل، وبيع قطع غيار الأدوات المنزلية، وكانت أحوالها غير مستقرة، ودومًا ما كانت تشعر بالخوف من المستقبل. فكان حلمها هو أن تملك مشروع صغير يساعدها على رعاية أولادها، فمبدأها هو الكفاح وعدم انتظار المساعدة من أحد، وقد تحملت صابرة صعوبات متعددة لمحاولة علاج أبنائها من أصحاب الهمم ورعايتهم، فنجلها الأصغر لا يستطيع الكلام منذ ولادته. ولذلك كان التدخل من برنامج حياة كريمة لتحقيق حلمها بتوفير ماكينة خياطة وأثواب قماش لبدء مشروعها.
وتكمل صابرة حديثها عن تأثير مشروعها الصغير على حياتها، قائلة: “حياة كريمة هي خير غير حياتي”، فمشروع ماكينة الخياطة فتح لها باب رزق، فمنذ زيارة فريق حياة كريمة لها وباب الخير فتح، حيث يزورها أهالي القرية للاطمئنان على أولادها، وطلب عمل مشغولات لهم بماكينة الخياطة، مما ساهم في زيادة دخلها لرعاية أولادها.
وأشادت صابرة بمتابعة فريق مؤسسة حياة كريمة لها وللمشروع من أجل تذليل أي عقبات تواجهها، متمنية استمرار برنامج حياة كريمة في مساعدة أهالي القرى بمشروعات تمكين اقتصادي تساهم في تحسين حياة الأسر الأكثر احتياجا عبر إقامة مشروعات جماعية تساهم في فتح باب أمل ورزق للأهالي ممن يعانون من ظروف الحياة الصعبة، كما طالبت السيدة صابرة بقيام المبادرة بإنشاء مركز متكامل لرعاية ذوي الهمم بكل محافظة.