Site icon EGYCommunity

كواليس ومفاجآت … نموذج محاكاة الاتحاد الإفريقي

كتب: هبة عاصم- عضو إدارة منتدى شباب العالم والمنسق العام لنموذج محاكاة الاتحاد الأفريقي

نموذج محاكاة الاتحاد الإفريقي كان حلم يراودنى منذ بداية شغفي بالشؤون الإفريقية في عام 2015، فحينما كنت أتابع انعقاد القمة الإفريقية في مقر الاتحاد الإفريقي بإثيوبيا، كنت أتمنى أن أرى شباب القارة ممثلٍ لدولها يناقش قضاياها ويبحث عن حلول لتحدياتها. وبالفعل نلت فرصة تحقيق حلمي عندما التحقت بالبرنامج الرئاسي PLP، من خلال اقتراحى عقد نموذج المحاكاة ليكون منصة يعبر من خلالها الشباب الإفريقي عن أنفسهم، وأحلامهم وطموحاتهم وأيضًا مخاوفهم.

كانت سرعة رد إدارة البرنامج الرئاسي  بالموافقة، حينها لم أعلم من أين أبدأ وماذا أفعل ومئات التساؤلات كانت تدور في ذهني وقتها، وسرعان ما انتهت حيرتي عندما تذكرت أنني محاطة بعائلتي الكبيرة من شباب PLP، ولذا شكلت مع بعض زملائي فريق العمل وحددنا المهام، وقسمنا أنفسنا إلى عدة لجان تخص المحتوى والتسويق والتواصل والإعلام واللوجستيات، وكنا أشبه بخلية نحل تعمل على مدار الساعة.

كنا حريصين على توفير نفس أجواء الاتحاد الإفريقي الفعلي ليست مشابهة فحسب بل مماثلة له، ونجحنا في ذلك عندما تحولت القاعة من قاعة اجتماعات عادية إلى مقر مصغر للاتحاد الإفريقي بكل تفاصيله، اخترنا المشاركين من أفضل الشباب الإفريقي الواعد الذين يشعرون بالمسؤولية ولهم تأثير في مجتمعاتهم. وفي غضون عشرة أيام فقط أصبح كل شيء جاهز، قمنا بعقد العديد من ورش العمل مع الشباب المشاركين لسماع أفكارهم وطموحاتهم، وبهرتنا رؤاهم لمستقبل أفضل.

جاء اليوم المنتظر ١٨ مايو ٢٠١٨، تاريخ لا يمكن أن أنساه .. أتذكر كل التفاصيل من ترقب وإرهاق وانتظار بشغف نتيجة مجهود فريق من شباب مصر الجادين لتتحول أحلامهم إلى واقع بلا قيود أو شروط. لا يمكن أن أنسى مشاعر الفرح والفخر التي انتابتني عند دخولي القاعة، حيث رأيت الشباب بزيهم الرسمي المميز وأمامهم أعلام بلادهم وكأنهم رؤساء حقيقيين مجتمعين على مائدة واحدة لمناقشة قضايا بلادهم والدفاع عن مصالحهم. هذا المشهد الرائع جعلني أرفع من سقف طموحاتي وأحلامي وأتمنى حضور رئيس الجمهورية، السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لفعاليات النموذج.

وبالطبع كنت أعلم أن الأمر ليس بهذه السهولة ولكنني كنت أطمع في أن يحقق لي القدر هذه الأمنية، وقبل إذاعة فعاليات نموذج المحاكاة علمت أن سيادة الرئيس لديه جدول أعمال مزدحم ولن يستطيع الحضور. أستطيع أن أتذكر شعوري بالإحباط وقتها.. كنت أتمنى من صميم قلبي أن يرى سيادته هذا المشهد بتفاصيله، يستمع لشباب القارة ومناقشاتهم.

بدأت فعاليات النموذج، الشباب يتحدث ويتناقش وأنا أتابع مع بعض أعضاء فريق العمل في الخلفية في قلق وترقب. وإذا بنا نجد السيد الرئيس السيسي يدخل القاعة، لنجد أنفسنا جميعًا في حالة من الفرحة والدهشة، فنحن لم نتوقع أبدًا حضور سيادته. دخل السيد الرئيس إلى القاعة بابتسامته المعهودة وطلب منا استكمال الفعاليات، كنت واقفة في نهاية القاعة وتحولت أنظاري من مشاهدة المشاركين إلى مراقبة سيادته وردود أفعاله ورأيته يمسك قلمه ويدون ملاحظاته عن رؤية كل متحدث، وكان ينصت باهتمام بالغ إلى جميع المداخلات، ويوفر كل سبل الدعم للشباب المصري والأفريقي على حد سواء.

وبانتهاء فعاليات النموذج، حان وقت مداخلة سيادته وكل من في القاعة متشوق لسماعها. بدأ مداخلته مازحًا: “أنا افتكرت إني دخلت الاتحاد الإفريقي الحقيقي”. كانت لهذه الكلمات البسيطة والصادقة وقع السحر على مسامع فريق العمل بأكمله، وذهبت مشاعر القلق، وارتسمت على شفاهنا جميعًا ابتسامة من القلب. وقال الرئيس أنه يتفق مع جميع ما تمت مناقشته في فعاليات النموذج، معلنًا دعمه لتنفيذ التوصيات والتي كان من ضمنها عقد نموذج محاكاة لقمة عربية إفريقية على هامش فعاليات منتدى شباب العالم ٢٠١٨.. قمة شبابية ذات كواليس مختلفة ستعرفها عزيزي القارئ إذا تابعتنا في المقال القادم.

 

Exit mobile version