Site icon EGYCommunity

حكاية المنتدى .. شباب مصري وصلوا للعالمية

كتبه: باكينام أشرف

منتدى شباب العالم منصة بناها شباب مصريون واعدون، لبث رسالة سلام وازدهار ووئام إلى العالم بأسره. ونجح المنتدى في استضافة أكثر من 1500 شاب من 164 دولة على مدى ثلاث سنوات، وقد تبادل هؤلاء الشباب وجهات النظر، وخرجوا بالعديد من المبادرات القيمة التي استفاد منها صناع القرار والشخصيات البارزة. 

لكن هل تعرف حقًا كيف بدأ كل شيء؟! دعني أخبرك القصة.

بدأت القصة بفكرة؛ بدلاً من أن يتحدث الشباب المصريون مع بعضهم البعض لصنع مستقبل أفضل، فلماذا لا نأخذ ذلك الحوار إلى المستوى العالمي، حتى يناقش الشباب من جميع أنحاء العالم المشاكل الرئيسية التي تواجهنا جميعًا ونعمل معًا على الحلول الممكنة. و بالفعل تم طرح الفكرة ورحب بها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي. ونتيجة لذلك أرسل الشباب المصري دعوة في يوليو 2017 إلى الشباب من جميع أنحاء العالم للحضور إلى مصر والمشاركة في حدث دولي يجمعهم في مدينة السلام شرم الشيخ في نوفمبر من نفس العام، مع وضع جميع المشاكل المتعلقة بالسياسة أو الحدود أو العرق أو الجنس جانبًا. فهو مكان يسود فيه السلام والوئام، حيث يجتمع الجميع لغرض واحد أسمى، وهو كيفية جعل العالم مكانًا أفضل.

و كأحد شباب البرنامج الرئاسي المنظمين لمنتدى شباب العالم، أود إخباركم عن التحديات الصعبة التي واجهناها خصوصًا مع حداثة الفكرة وضيق الوقت، كان لدينا ثلاثة أشهر فقط من العمل والتحضير لأول حدث دولي من نوعه في مصر، ورسالتنا هي توفير فرصة للأجيال الشابة لمشاركة رؤاهم والتعبير عن أفكارهم وترسيخ ثقافة السلام والتعايش بين جميع الشعوب، وارتبط حلمنا بتطوير سياسات جديدة تعكس آمال الشباب وتطلعاتهم إلى عالم قادر على الاستجابة لاحتياجاتهم وتحدياتهم.

ولذلك، تم قبول التحدي.

تحملنا جميعًا مسئولية دراسة وتنفيذ الحدث اعتمادًا على مهاراتنا وخبراتنا وقدراتنا. وخطونا أول خطوة بتقسيم أنفسنا إلى فرق عمل وبدأنا التخطيط للحدث. أنا لا أحدثكم فقط عن المحتوى أو الخدمات اللوجستية بل أتحدث عن كل شيء: الموضوعات، والشكل الأكثر فعالية للجلسات، وورش العمل، والمتحدثين المحتملين، والرحلات الجوية، والإقامة، والنقل الداخلي، وكيفية اختيار الحضور ومعايير اختيارهم.

ثلاثة أشهر صعبة ومجهدة، ولكن دفعنا الشغف والتصميم على الخروج بحدث فريد من نوعه، نعمل ليل نهار، قضينا ليالي كثيرة بلا نوم، نتساءل عن ما يمكننا تحقيقه وكيف يمكننا القيام به بشكل أفضل. تم إطلاق العديد من ورش العمل لمواجهة أي عائق، وراودنا شعور الإنجاز أحيانًا والخيبة أحيانًا أخرى، وربما فقدنا أعصابنا، لكن حماسنا وإيماننا بالهدف المنشود كان دائمًا ما يساندنا. ولذلك، تبادلنا الدعم وساعدنا بعضنا البعض، لغرض رئيسي واحد وهو تنفيذ هذا الحدث بشكل يتناسب مع مكانة وطننا العظيم مصر.

مع اقتراب موعد الحدث، أصبحت الأمور أكثر توترًا. أصبح الحلم واقع، فالمنتدى أصبح قاب قوسين أو أدنى. راودتنا بعض الشكوك في تحديد شعار المنتدى، حتى وصلنا إلى “سلام إبداع تنمية”. وهي الكلمات التي تمثل أدق وصف للرحلة التي مررنا بها للوصول إلى المنتدى، وتجسد هدفنا الإنساني.

جاء اليوم الموعود، وبدأنا أخيرًا في جني الثمار. في اليوم الأول للمنتدى، بكى أغلبنا من الفرح لرؤية أول 3000 مشارك دولي يجتمعون في مكان واحد ويتحدثون ويتفاعلون، معًا لجعل العالم مكانًا أفضل. لا توجد كلمات تصف مشاعرنا المختلطة، لكني أعتقد أن الفخر كان الشعور الغالب، أنجزنا كل شيء بمجهودنا، وصلنا إلى هدفنا الأسمى.

في النهاية، وجدنا أن الأمر يستحق التعب والفرح.

 

Exit mobile version