Site icon EGYCommunity

مؤتمرات الشباب .. تواصل ورسالة

 

 

كتب: شروق الخياط

انطلقت المؤتمرات الشبابية بشقيها المحلي والدولي على مدار ثلاثة أعوام من 2016 حتى 2019، فنُظِّم خلال تلك الفترة ثماني مؤتمرات وطنية، وثلاثة نسخ لمنتدى شباب العالم، وكذلك ملتقى الشباب العربي الأفريقي بحضور ورعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.

أولت القيادة السياسية اهتمامها بالشباب المصري، وخلقت قنوات اتصال بينهم وبين الدولة، وفتحت آفاق الحوار بينهم وبين شباب العالم، فكانت الانطلاقة في نوفمبر 2016 حين عقد المؤتمر الوطني الأول للشباب بمدينة شرم الشيخ في أكتوبر 2016 بمشاركة أكثر من 3000 شاب وفتاة من مُختلَف محافظات الجمهورية، وأعقب ذلك ثماني مؤتمرات دورية بمدن مختلفة على مستوى الجمهورية، وتخللها ثلاثة نسخ لمنتدى شباب العالم كان آخرها في ديسمبر 2019 بحضور 5000 شاب وفتاة من جميع أنحاء العالم.

وخرجت جميع هذه المؤتمرات بعدة توصيات تم تنفيذها على أرض الواقع أبرزها إنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب، والعفو عن مجموعات من الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، وإطلاق مبادرة حياة كريمة.

خلقت مؤتمرات الشباب نقاشًا مفتوحًا بين الرئيس والشعب المصري للمصارحة وكشف الحقائق وتوضيح الصعوبات والتحديات والخطط المستقبلية، وأرست قواعد الشفافية وشرح كافة القرارات الاقتصادية التي اتخذتها الدولة وأسبابها ونتائجها، ما أغلق المجالات على إثارة الشائعات والبلبلة.

وتعد هذه المؤتمرات آلية للتواصل مع الشباب والمجتمع المصري كله، حيث أجاب الرئيس السيسي من خلال مبادرة “اسأل الرئيس” التي تم تدشينها بالمؤتمر الدوري الثالث للشباب على العديد من التساؤلات والقضايا التي تشغل الرأي العام المصري.

نجحت المؤتمرات الوطنية منذ انطلاقها حتى الآن في خلق كوادر شبابية جديدة.. فنرى تمكين الشباب في الجهاز الإداري للدولة من محافظين ونوابهم وأعضاء مجلس النواب وغيرهم ممن أتيحت لهم الفرصة وفقا لخبراتهم ونبوغهم.

ودعونا هنا نجيب عن بعض التساؤلات حول المردود السياسي والاقتصادي لهذه المؤتمرات:

أولًا – ربما يعتقد البعض أن هناك تكلفة ضخمة تنفق من ميزانية الدولة على منتدى شباب العالم، في حين أن هناك أولويات أهم منه مثل التعليم والبحث العلمي والغذاء، كما تتداول عدد من الحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أخبارًا تفيد بأن “مصر تستضيف 5000 شاب من 145 دولة للمشاركة في منتدى شباب العالم مع وجود أعداد كبيرة من العمال والحراسات والمطبوعات والإعلانات والبرامج التي تكلف الدولة ملايين. فما العائد من هذه المؤتمرات؟

حقيقة الأمر أن الدولة لا تتحمل تكلفة تنظيم تلك المؤتمرات؛ أو أي نفقات خاصة بها وإنما هناك جهات مختلفة ترعاها مثل البنك الأهلي المصري، بالإضافة إلى بنك QNB، والشركة المصرية للاتصالات WE، وبنك التعمير والإسكان، ومجموعة طلعت مصطفى للتطوير العقاري، والمصرف المتحد، وبنك فيصل الإسلامي، وشركة كوكاكولا.. وغيرهم من الرعاة.

ومن جهة أخرى، تولي القيادة السياسية والحكومة المصرية اهتمامًا أساسيًا بملفات التعليم ومكافحة الفقر، من خلال تنفيذ خطط تطوير التعليم والبحث العلمي، وبرنامج حياة كريمة، ومشروع التأمين الصحي الشامل وغيرهم.

وعلاوة على ذلك، تقدم المؤتمرات الوطنية مكاسب عديدة للدولة المصرية، منها جذب الاستثمارات، وتشجيع السياحة، ومن أهم الرسائل الهامة التي لا تقدر بمال.. الأمن. فقدرة مصر على استضافة مثل هذا العدد الضخم من المشاركين من مختلف دول العالم ونجاحها في تأمين مثل هذا الحدث هو ما أعطى الثقة لمختلف المنظمات الدولية في قدرة مصر على استضافة أحداث عالمية مثل بطولة العالم لكرة اليد وغيرها.

إن مصر دولـــة شابـــة وشبابهـــا بقدراتهـم وحجمهم الكبيــر كمــًا ونوعــًا يمثلـــون ثــــروة قوميــة لأمتنــا، يجــب استثمارهـــا وتوظيفهــــا لتكــــون قــوة دافعـــة لمسيـــــرة التنميـــــة، وضلعـــــًا أساسيـــــًا مـــــن أضــلاع منظومـــــة الدولــــة، ورقمـــًا فاعـــلًا في معادلاتهـــا، وطبقــًا لمـــا أجرينــــاه مـــن أبحـــــاث للرأي العـــــــــام بيـــــــن الشبـــــــاب ومــا أعددنـــاه مـــن دراســــات للتعـــرف على طبيعة اهتماماتهم وتقييــم قدراتهـــم، فإن الدولة قد كونت صورة واضحة جلية عن احتياجات شرائح الشباب المختلفة وتبلورت لديها الرؤية الكاملة حول سبل معالجة قضاياهم ومراعاة أولوياتهم العلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية والمجتمعية مع الحفاظ على قنــوات اتصال حيوية وفعّالــة بيــن الدولــة بكـــــــل مؤسساتهـــا وبيـــن الشبـــــاب من مختلف الفئات قائمة على الحوار وتبادل الرؤى على أسس وطنية وموضوعية.

تجسد مؤتمرات الشباب قناة تواصل فعلية مع الشباب وإبداء آرائهم، والاستفادة من خبراتهم والوصول إلى توصيات حقيقية تم تنفيذها فعليا على أرض الواقع حيث لم تكن تلك القناة متاحة، وإنما هي سابقة أرساها الرئيس السيسي ليكون للحوار طرفين، وخلق جيل قيادي جديد قادر على اتخاذ مكانته السياسية مستقبلا. ولم تكن المؤتمرات مقتصرة فقط على الشباب، إنما امتدت جسور الحوار بين كافة أطياف المجتمع المصري والقيادة السياسية، وهنا اقتبس مقولة الرئيس السيسي: “أتمنى أن يقف مكاني شاب من شباب مصر”.

Exit mobile version