Site icon EGYCommunity

الحلم أصبح علم .. كيف تحولت الأكاديمية الوطنية للتدريب من توصية إلى مؤسسة رائدة تخرج آلاف القادة الشباب؟

تقرير – نسمة الشاطر

عضو الإدارة القانونية في الأكاديمية الوطنية للتدريب

يسعى آلاف الشباب المصري جاهدين للانضمام إلى صفوف المتدربين المتميزين في الأكاديمية الوطنية للتدريب، ولكن كثيرا منهم لا يعرف القصة الملهمة وراء إنشائها الذي تحقق بفضل الإرادة السياسية الجادة لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، واتحادها مع طاقات شباب البرنامج الرئاسي PLP الذين أثبتوا استعدادهم للكفاح من أجل تحقيق أحلامهم، فهؤلاء لا ينتظرون المعجزات بل يصنعونها بعقولهم وسواعدهم الفتية.

ومن هنا، وضعت القيادة السياسية ثقتها في الشباب المؤهلين، ومنحتهم التمكين اللازم ليبدعوا ويسهموا في بناء مستقبل وطنهم، وأثمرت هذه العلاقة الإيجابية عن توصيات عديدة تحولت لقرارات رئاسية تنفيذية، ثم باتت واقعا عمليا يثبت تميز المورد البشري المصري الذي اهتمت به الأكاديمية الوطنية للتدريب التي سنروي قصة إنشائها في السطور القادمة…

أعلن الرئيس السيسي عام الشباب (٢٠١٦)، وأطلق معه حزمة مشروعات موجهة للشباب أبرزها البرنامج الرئاسي PLP، وتكونت اللبنة الأساسية من الدفعة الأولى المكونة من ٥٠٠ شابة وشاب تم اختبارهم وانتقائهم وفقا لأفضل معايير الجودة من مختلف المحافظات والتخصصات.

صارت اللبنة الأولى مصنعا لإنتاج الطاقة الإيجابية، عقب مرور عام كامل عاشه الشباب سويا في مرحلة التأهيل العلمي العملي على القيادة، وكانت أهم مخرجات التدريب المسؤولية الكاملة التي تحملها هؤلاء الشباب في إدارة وتنظيم المؤتمرات الوطنية للشباب، والتي مثلت ملتقى للحوار المجتمعي المتعدد بين القيادة السياسية، والمسؤولين، والشباب، والمصريين بمختلف قطاعاتهم، كما شكلت هذه المؤتمرات منصة لصناعة القرار وإخراج توصيات يتم تنفيذها على أرض الواقع، ومن هنا جاءت فكرة الأكاديمية الوطنية للتدريب كتوصية في أحد هذه المؤتمرات.

أعلن الرئيس السيسي في نهاية المؤتمر الوطني الأول للشباب عن توصية إنشاء مركز وطني لتدريب وتأهيل الكوادر الشابة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية من خلال نظم ومناهج ثابتة، وكانت هذه استجابة رئاسية للعديد من الشباب المنظمين والمشاركين في المؤتمر الذين اعتبروا “التأهيل والتمكين” قضيتهم الرئيسية، ومنذ هذه اللحظة أصبحت الأكاديمية الوطنية حلما يداعب أذهانهم ويتحملون مسؤولية تحويله إلى واقع.

تأسست الأكاديمية الوطنية للتدريب بقرار رئيس الجمهورية رقم ٤٣٤ لسنة ٢٠١٧؛ للمساهمة في خلق القيادات الفاعلة في كافة قطاعات الدولة، وتقديم برامج متنوعة تشمل دورات المدرسة الرئاسية للقيادة الموجهة للمصريين والأفريقيين، والبرامج التعاقدية والتكليفات كبرامج إعداد المرشحين للهيئات القضائية، وكذلك المبادرات القومية كالمسئول الحكومي المحترف.

 وصل إجمالي أعداد المتدربين في الأكاديمية الوطنية إلى ٩٣٢٦ ألف تقريبًا، وشغل عديد من هؤلاء الخريجين مناصب حيوية؛ فمنهم ٦ أعضاء في مجلس الشيوخ ومثلهم في مجلس النواب، و٣٢ نواب للمحافظين و٨ معاونين، و٨ مساعدين للسادة الوزراء و١٥ معاون وزير، و٧٢ يعملون في الوزارات المختلفة و٢٥ في المحافظات، و٢٨٩ في الهيئات، ورئيسا لهيئة الرعاية الصحية، ومحافظا.

عبرت ندى الدمياطي، استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد، عن سعادتها الغامرة بتحول الحلم الذي كان مجرد فكرة تم عرضها في مؤتمر إلى واقع في فترة وجيزة لم تتجاوز الثلاث أعوام، وقالت: “كنت إحدى المشاركات في جلسات العمل الخاصة بصياغة رؤية واستراتيجية الأكاديمية واختيار العلامة التجارية لها قبل نشأتها، إلى أن حان موعد سفري لفرنسا لاستكمال الدكتوراه، فسافرت وقلبي متعلق بالأكاديمية، وكان زملائي يشاركوني فرحتهم بمكالمات مرئية من داخل مباني الأكاديمية”.

وعن رحلتها في فرنسا تقول ندى: “قمت بزيارة المدرسة الوطنية للإدارة الفرنسية التي تشترك مع الأكاديمية في الهدف وتربطها بها بروتوكول تعاون، ووجدت أن لدينا تجربتنا المصرية المختلفة والمميزة التي تستحق الفخر في مجال تأهيل وتدريب القيادات”.

 

 

 

كما أشارت هاجر التونسي، أستاذ مساعد مناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة حلوان، إلى مشاركتها في إطلاق فكرة الأكاديمية في المؤتمر الوطني الأول للشباب، بهدف إنشاء كيان تدريبي قوي يوحد آليات تأهيل الكفاءات في كافة قطاعات الدولة المصرية، مع إتاحة الفرص لجميع المصريين للحصول على البرامج التدريبية، وتابعت: “تم مراعاة تكوين شراكات مع الجهات الحكومية عند وضع رؤية الأكاديمية؛ لضمان كفاءة التدريب المُقدم ووقف إهدار المال العام وضبط جودة الأداء مما يضمن الكفاءة والفاعلية”.

يروي طارق الغازولي، مدير عام أكاديمية نون، قصة مشاركته في عرض رحلة إنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب أمام السيد اللواء عباس كامل عضو مجلس أمناء الأكاديمية، والدكتورة رشا راغب، المدير التنفيذي للأكاديمية، وسمو الشيخة جواهر قرينة حاكم الشارقة، بالإضافة إلى تقديم عرض أمام السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، والوفد المرافق لها من شباب المصريين في الخارج، وعن هذه التجربة يقول طارق: “كونت صداقات مع بعض هؤلاء الشباب، ولمست رغبة لديهم في العودة إلى مصر والاستقرار بها بعد لقائهم بالنماذج الشبابية المشرفة من خريجي الأكاديمية الوطنية”.

ويضيف الغازولي أن الأكاديمية الوطنية رحلة شارك فيها من بدايتها، وهو يشعر الآن بنوستالجيا الحنين عندما يمر من أمام مباني الأكاديمية، ويتذكرها قبل أن تضج بالحياة والحركة، ويشغلها آلاف الموظفين والمدربين والمتدربين الشباب الذين يتبادلون العلوم والخبرات وينقلوها إلى المجتمع المصري بأسره.

وشاركت آلاء صادق مع الغازولي في العروض التعريفية عن الأكاديمية الوطنية، وهي تعمل محامية في إدارة الدعم القانوني للاتفاقيات الدولية والخزانة في البنك الأهلي المصري، وتعبر آلاء عن تجربتها المميزة والمختلفة قائلة: “تم تكليفي بعرض فكرة إنشاء البرنامج الرئاسي والأكاديمية الوطنية ورؤية شباب البرنامج لها، أمام د. رشا راغب في أولى زياراتها للأكاديمية عقب تكليفها كمدير تنفيذي لها، وشرفت بأن أكون أول من استقبلها، كما سعدت بانبهار الشباب المصريين المهاجرين بتجربتنا وما وصلنا إليه”.

وعن تجربتها الشخصية، قالت قمر المهدي، الأخصائية بالجهاز المركزي للمحاسبات: “كنت من سعداء الحظ كوني عضوا في الدفعة الثالثة من البرنامج الرئاسي PLP، وهي أول دفعة تتلقى التدريب في الأكاديمية الوطنية، وقد تكونت هذه الدفعة من مجموعة شباب متميز اجتازوا اختبارات ومقابلات شخصية عديدة، وهم من مختلف المحافظات والتخصصات والثقافات، واجتمعوا للمرة الأولى في الأكاديمية التي أصبحت ملتقى للدولة ومؤسساتها المختلفة، فهي مدرسة جديدة للشباب المصري”.

تجسد الأكاديمية الوطنية للتدريب تجربة متكاملة تعتمد على العديد من خريجيها الشباب المؤهلين لنقل خبراتهم التدريبية والمهنية إلى غيرهم من المتدربين. وفي هذا الإطار، تحدثت آلاء فوزي، المدرس بكلية الإعلام جامعة القاهرة، عن تجربتها قائلةً: “استفدت كثيرا من الدراسة على يد نخبة من أفضل المدربين ذوي الخبرة المحلية والدولية أثناء دراستي في الدفعة الأولى للبرنامج الرئاسي في عام ٢٠١٦ الذي كان نواة إنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب، وبعد ذلك تم الاستعانة بي في كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا لتدريس موضوعات الاتصال السياسي لزملائي من الدفعات اللاحقة للبرنامج الرئاسي، كما استعانت بي الأكاديمية الوطنية لتقديم ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة في الإعلام والعلاقات العامة والثقافة الإعلامية”.

 وأضافت آلاء: “نموذج الأكاديمية الوطنية يدل على جدية القيادة السياسية نحو تأهيل الشباب، ثم تمكينهم في مختلف المؤسسات؛ كونهم نواة التغيير والتطوير المؤسسي والمجتمعي، وعن تجربتي الشخصية كمدرب في الأكاديمية الوطنية للتدريب أرى أن العمل هناك يتم بشكل احترافي يراعي المعايير الدولية للجودة”.

عبر مصطفى متولي، مستشار التحول الرقمي ومدير المشروعات، عن تجربته في الأكاديمية الوطنية قائلًا: “كل يوم يزيد إيماني بقوة الفكرة وقوة التجربة في التغيير، وزاد يقيني بعد تدريبي للمتدربين بالأكاديمية، ومشاركتي في إجراء مقابلات الدفعة الثالثة PLP أولى الدفعات التي خاضت تجربة التدريب بالأكاديمية، فالتجربة من الشباب إلى الشباب”.

في الختام أود مشاركتكم بتجربتي الشخصية أنا المحررة نسمة الشاطر، حيث تختلط مشاعري بين الفخر والعزة كوني شاهدا وشريكا في تحقيق حلم الأكاديمية الوطنية، حيث بدأت رحلتي الشاقة كفتاة من أقصى الجنوب من محافظة الأقصر، وبدأت أتحسس الطريق الصعب للالتحاق بالبرنامج الرئاسي، وتحديت رفض المجتمع والأهل، وسرت وراء يقيني وإيماني بضرورة السعي للمساهمة في صناعة تاريخ لبلادي أفخر به وأقصه لأبنائي.

ومن هنا، تقدمت خلال دراستي بالدفعة الثانية من البرنامج الرئاسي PLP، بمقترح إنشاء مدرسة لتأهيل خريجي القانون على غرار المدرسة الفرنسية Le ENA ، ولم أكن أتخيل أن الحلم سيتحقق وأكون من المشاركين في وضع اللبنة الأولى للأكاديمية الوطنية المصرية التي شاركت في كل مراحل تأسيسها بدايةً من ورش العمل، وصياغة اللوائح القانونية والبرامج التدريبية، كما عملت بالإدارة القانونية وشاهدت تحقيق حلم الأكاديمية الوطنية خلال ثلاث أعوام فقط شهدت نجاحات تجاوزت حدود أحلامنا، وأتوقع المزيد في ظل قيادة سياسية مؤمنة بسمو المقصد والهدف الإنساني النبيل لبناء الإنسان المصري.

Exit mobile version