Site icon EGYCommunity

بعد تطوير النقل الجماعي.. أهالي القليوبية يودعون ” جحيم المواصلات”

كتبت/ آية متولي حجازي

رغم أن الانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى تعد حلم مشروع للجميع، وراودنا جميعًا، لكن قد تتسبب منظومة النقل في تحويل الحلم إلى كابوس، خاصة في بعض المحافظات، لكن تطلع الدولة المصرية في “جمهوريتها الجديدة”، هو تطوير كل ما يتعلق بالحياة، وعدم ترك أي جانب فيها للظروف أو الصدفة، وفي القليوبية وفي كفر شكر، كانت المواصلات تعد جحيم لأهل تلك المنطقة.

وبالفعل كانت المواصلات العامة في القليوبية وفي كفر شكر أزمة كبيرة، خاصة لطلاب الجامعات، الذين يتوجهون إلى القاهرة وغيرها لتلقي العلم، فضلًا عن الزحام الشديد، وعدم وجود خطوط سير دائمة، وغيرها من الأزمات، بالإضافة إلى الأزمات المفتعلة من قبل السائقين، بسبب استغلالهم لغياب الرقابة تارة أو فرض بلطجة من نوع معين، وكلها كانت أسباب قد تحول حلم الحصول على العلم إلى كابوس.

استمر هذا الوضع لمدة تقارب خمسة عشر عامًا، سادت خلالها حالة من الاستياء فى شوارع محافظة القليوبية نتيجة تدهور مرفق النقل الداخلى للمحافظة والذي كان يعتبر العمود الأساسى فى منظومة النقل، حيث أصابه ما أصاب الكثير من قطاعات الدولة من سوء إدارة وعدم وضوح رؤية وتخطيط جيد، وكان ذلك أحد أهم التحديات التي تواجه عملية تطوير هذا المرفق.

إيمان ريان نائب محافظ القليوبية تتحمل مسؤولية ضبط ملف “النقل الجماعي” 

بدأت د. إيمان ريان نائب محافظ القليوبية المهمة الشاقة بعد توليها المسئولية في أغسطس 2018 وفريق العمل الخاص بها المكون من أ. محمد حسن – رحمه الله -، وأ. مصطفى السيد، في رفع كفاءة عدد من الملفات المهمة بالمحافظة كان من بينها ضبط ملف النقل الجماعي لصالح المواطنين في محافظة القليوبية.

ومن منطلق المواطن أولاً، جاءت فكرة استعادة قطاع النقل الجماعي بمحافظة القليوبية لكفاءته وقدرته مرة أخرى، بدراسة وتحليل موقف منظومة النقل بالمحافظة، وقد توصلت الدراسة إلى أن مرفق النقل الداخلي بدأ فعليًا منذ عام 2000 بعدد 15 أتوبيس وزاد العدد بعد ذلك إلى 45 أتوبيس، وفى الوقت الذي بدت فيه الأمور أنها تسير بخطى ثابتة نحو مرفق نقل خدمي قوي، بينما كان الواقع على الأرض يشير إلى سوء الأوضاع والتدهور السريع للمنظومة وعدم رضا المواطنين.

في هذا السياق، أشارت الدكتورة إيمان ريان إلى أن الحلول المُسكنة لم تكن خياراً مطروح وأن الهدف هو إيجاد منظومة نقل جماعي باستراتيجية عملية وواقعية بمشاركة الجميع وللجميع. وأضافت قررنا تحويل مسار الإدارة المحلية إلى التفوق في أدوارنا الرئيسية كمخطط ومنظم ومراقب للخدمة وعمليات إدارتها.

تلخصت رؤية المحافظة في تطوير منظومة النقل الجماعي لتكون آمنة وفعالة ومستدامة، بدأت الخطة التنفيذية بالتركيز على دراسة الوضع الحالي لأصول المرفق والكوادر البشرية العاملة به والموقف المالي والميزانيات والاعتمادات المالية الخاصة، وعدد من البنود التي تمثل المعادلة الأساسية فى اتخاذ القرار المناسب، حيث تلاحظ أن المرفق لم يكن يغطى كافة خطوط السير المطلوبة داخل المحافظة وكان يعتمد بالأساس على خطوط السير المزدحمة والتى تتسم بمعدل دوران ركاب عالى بالإضافة إلى بُعد الفترة الزمنية لزمن التقاطر الخاص بالأتوبيسات.

بدأ الحل بتنفيذ أحد مقترحين رئيسيين: أولهما إعادة تأهيل المرفق بكثير من التحديات والتى ستحتاج اعتمادات مالية كبيرة تفوق قدرة المحافظة فى ذلك الوقت، أما المقترح الثاني هو تفعيل مشاركة القطاع الخاص من خلال طرح خطوط السير الخاصة بالمحافظة، وبعد المفاضلة العلمية تبين أن المقترح الثاني الذي يتضمن مشاركة القطاع الخاص هو الأكثر فاعلية للمواطن والأكثر ملاءمة لطبيعة المحافظة.

وهو ما فسره الأستاذ مصطفى السيد المسئول التنفيذي لإدارة عقود عمليات النقل الجماعي بالمحافظة بأن أي حلول لتحديات الإدارة المحلية لا تتضمن مشاركة القطاع الخاص من خلال تعهيد الخدمات ومراقبتها وتفعيل المسئولية المجتمعية هى حلول واهية خاصة فى ظل التحديات الإدارية وقلة الكوادر القادرة على ريادة قطاع المحليات.

منظومة النقل الجماعي آمنة بأقل تكلفة وأعلى جودة 

بدأ العمل على الأرض لتنفيذ مشروع تطوير منظومة النقل الجماعي بالقليوبية بتغطية المحافظة بخطوط سير تساهم في حل الازدحام المروري مع وضع خطوط السير فى مجموعة حزم لمنع تداخل الشركات في خطوط السير، وكذلك بخطوط وسيارات نقل جماعي تنافسية وآمنة للركاب بأقل تكلفة وأعلى جودة ممكنة.

وتحديد أماكن محددة ومواعيد تقاطر ثابتة ومرنة تقضي على العشوائية، وتضمن تغطية للركاب على مدار 18 ساعة يومياً بالصيف و16 ساعة يومياً بالشتاء مع قابلية زيادة مواعيد العمل طبقاً للوضع على الطبيعة وتوفير وسائل نقل أكثر راحة لفئات كبار السن وأصحاب الهمم، لتحقيق رضا المواطنين وإدارة عمليات التغيير نحو الإدارة المحلية بشكل صحيح.

وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها أي منظومة جديدة مثل عدم وجود دراسات تحليلية يمكن الإستناد إليها لعملية الطرح، وقلة خبرة الكوادر الفنية التي تتيح وضع اشتراطات فنية وبيئية بطريقة علمية تواكب إستراتيجية مصر 2030، والتحديات الإدارية والتشريعية فى عمليات تعهيد الخدمات وتطبيق اللوائح والقوانين، إلا أنه تم على الأرض الافتتاح الفعلي لمنظومة النقل الجماعي الجديدة لتخدم مواطني مركزي شبين القناطر وشبرا الخيمة في 19 أغسطس الماضي، وجاري العمل على قدم وساق لافتتاح المرحلة الثانية من المشروع خلال شهر سبتمبر الجاري.

المواطن هو ركيزة فلسفة الجمهورية الجديدة؛ ولن يتأتى ترسيخ هذا المفهوم في الواقع إلا من خلال العمل على مدار الساعة بكل المواقع الإدارية والتنفيذية لتسهيل تفاصيل حياة المواطن اليومية بما يضمن له حقه الإنساني في حياة كريمة تليق بتضحياته وترسخ بالأفعال للعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

Exit mobile version