Site icon EGYCommunity

انقلاب غينيا العسكري: أزمة داخلية أم تدخلات لقوى اقتصادية؟

بقلم: ماجد حجاج

توالت ردود الأفعال الدولية المنددة بالانقلاب العسكري في غينيا بعدما أعلن ضباط من القوات الخاصة اعتقال الرئيس الغيني ألفا كوندي والسيطرة على العاصمة كوناكري، وكذلك «حل» مؤسسات الدولة. كما دعت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «إيكواس» المجلس العسكري في غينيا إلى الإفراج فورًا عن الرئيس ألفا كوندي، ولوحت بفرض عقوبات، وطالبت المجموعة بعودة سريعة للنظام الدستوري.

وحسب ما ذكرته الصحيفة الأميركية وول ستريت جورنال (Wall Street Journal)، إن الانقلاب العسكري في جمهورية غينيا الغنية بالمعادن يأتي وسط حالة من عدم استقرار عميقة في جميع أنحاء غرب إفريقيا. كما أن ما حدث في غينيا مؤخرًا هو نموذج تكرر في عديد من دول الساحل والغرب الإفريقي؛ فقد تكرر في موريتانيا والنيجر ومحاولة الانقلاب في تشاد والإطاحة بحكومة ورئيس مالي في أغسطس 2020. وهو ما يشير إلى أن «الرابط المشترك في الانقلابات بالمنطقة هو فرنسا؛ على اعتبار أن كل هذه الدول كانت واقعة تحت الاحتلال الفرنسي ولها علاقة بباريس».  

وتعد غينيا أكبر منتج لخام البوكسيت؛ الخام الرئيسي في إنتاج الألومنيوم، وبها أكبر احتياطات العالم بنحو 7.4 مليار طن، حيث تُنتِج نحو 22% من الإنتاج العالمي، ووصل حجم الإنتاج إلى 82 مليون طن في عام 2020 معظمه يتجه للصين. كما تتمتع غينيا بأكبر احتياطي من خام الحديد في العالم، والذي يُقدر بنحو 2 مليار طن عالي الجودة. كما يأتي ترتيبها السابع من حيث حجم مناجم الذهب في القارة الأفريقية؛ حيث أنتجت نحو 57 طنًا في عام 2020، وفقًا لإحصائيات مجلس الذهب العالمي. ولديها ما يتراوح بين 30 إلى 40 مليون قيراط من الاحتياطات المؤكدة من الألماس، و500 مليون قيراط من الاحتياطات المحتملة، وبلغ حجم تصديرها من الألماس 136 قيراط في عام 2020.

ويأتي الانقلاب العسكري في غينيا الغنية بالثروات الطبيعية ماثلاً، ولا ننس انهيار أسعار النحاس في زامبيا عام 2002 لانهيار الطلب على النحاس بعد ممارسات اقتصادية سلبية من القوى الاقتصادية وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا على ثاني أكبر منتج للنحاس في القارة وثامن أكبر منتج نحاس في العالم.

ومن المتوقع أن تتأثر سلاسل الإمداد في العالم جراء الانقلاب العسكري في غينيا، بالإضافة ارتفاع في الأسعار، وذلك لدخول خام البوكسيت (الألومنيوم) في عديد من الصناعات التعدينية مثل صناعة السيارات. فقد ارتفع بالفعل سعر الألومنيوم إلى أعلى مستوياته منذ 10 أعوام، وهو ما أكده تقرير لصحيفة واشنطن بوست عن وجود مخاوف لدى المحللين والعاملين بصناعة الألومنيوم، ما بعد الإطاحة بالرئيس ألفا كوندي الذي حول بلاده إلى مُصدِّر كبير. ومن بين تلك المخاوف ارتفاع أسعار بعض المنتجات عالميًّا ومن بينها السيارات.

Exit mobile version