كتبت: هبة الله حسان- هبة الشرقاوي
تجول فريق مجلة “مجتمعنا” في قرى “حياة كريمة” لمعايشة التجربة الحياتية الجديدة التي يمر بها أهالي القرى المصرية الخاضعة للتطوير، حيث وجدنا أن جهود بناء الإنسان تتم على قدم وساق ما بين اهتمام بالصحة والسكن اللذان يشكلان أساسيات الحياة الكريمة، ورفع مستوى الثقافة الرقمية والتكنولوجية؛ والتي تعزز من قدرة المواطن على التعامل مع الشكل الجديد للحكومة والخدمات الرقمية وترفع كفاءته. ففي ظل الكم الهائل من مشروعات البنية التحتية والخدمات الأساسية لم يغفل المشروع القومي لتطوير الريف المصري “حياة كريمة” الجانب الأهم وهو الإنسان، فبدأ العمل بالقرى على مخطط شامل للارتقاء بالمواطن الذي يسكن تلك القرى، وسننقل لكم ما رأيناه في السطور القادمة.
وحدات صحية ومراكز طبية في أقرب مكان لكل مواطن
استكمالا لدور الدولة في تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل كبداية لتعميم التجربة على مستوى الجمهورية، بإطلاق المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصرى، حرصت هيئة الرعاية الصحية على تطبيق المعايير الإنشائية والتشغيلية للمنظومة بقرى المبادرة، بل وضغطت فترات خطط تنفيذ المنظومة استنادًا على مشروعات حياة كريمة.
ويشير د. أحمد السبكى رئيس هيئة الرعاية الصحية أن المشروعات تتضمن إنشاء نحو 1387 وحدة صحية، و74 مستشفى، و398 وحدة اسعاف، و52 مشروع صحة وتنمية الأسرة، و1000 سيارة إسعاف، ومثلهم سيارات عيادات متنقلة، إضافة إلى عدد 104 وحدة في محافظات التأمين الصحي الشامل الحالية وهم الإسماعيلية والأقصر وأسوان.
وتعد الوحدة مقدم الخدمة الأولى، وتتكون من: عيادات ومعمل وسكن أطباء، وتستوعب نحو 5000 أسرة؛ أي نحو 20000 مواطن؛ حيث يتم إنشاء ملف طبيب لكل أسرة، ويراعى في التخطيط البعد الجغرافي أي المسافة بين الوحدة والمواطن والتي تكون في حدود 5 كيلو متر تقريبا.
ويلي الوحدات الصحية المراكز الطبية، وهي عبارة عن: وحدة صحية بالإضافة إلى عيادات متقدمة ومخطط أن تستوعب نحو 40 ألف مواطن كخدمة طبية، ويراعى البعد الجغرافي فلا تتجاوز المسافة بين طالب الخدمة ومقدمها نحو 10 كم. وبالتالي تكون الوحدات والمراكز كمستقبل للمواطن قائمة بتخفيف الضغط على المستشفيات و مستوعبة لأكبر عدد من متلقي الخدمة الصحية.
كما تم إطلاق قوافل طبية علاجية في جميع قرى المبادرة بالتعاون مع: وزارة الصحة والسكان، والجامعات، ولجنة الاستغاثات الطبية بمجلس الوزراء، والهلال الأحمر المصري، والجمعيات الأهلية. كما تم إطلاق حملات لإعطاء لقاح كورونا بقرى المبادرة على مستوى الجمهورية.
سكن كريم طوق النجاة للأسر بالقرى المصرية
تم إطلاق مبادرة سكن كريم لإعادة بناء المساكن التي لا تصلح للمعيشة المبنية بالطوب اللبن وذات سقف خشبي وذلك بالتعاون بين: مؤسسة حياة كريمة، ووزارة التضامن الاجتماعي، ووزارة التنمية المحلية؛ حيث تم العمل على حصر المساكن المستحقة لإعادة البناء بقرى حياة كريمة. وتعد مبادرة سكن كريم بمثابة طوق النجاة للعديد من الأسر بالقرى المصرية التي تعاني من المعيشة في مساكن غير أدمية، تتأثر بمياه الأمطار في الشتاء، كما أنها آيلة للسقوط.
الثقافة الرقمية تدخل قرى حياة كريمة
في ظل التعاون المشترك بين مؤسسة حياة كريمة ووزارة الاتصالات تم إقامة عدة ندوات بقرى المبادرة بمختلف المحافظات والتى تتضمن التعريف بمفهوم مصر الرقمية ومفاهيم الحوكمة والميكنة والخدمات والشكاوى الإلكترونية والتوعية بمخاطر المعلوماتية والأمن السيبراني وأهداف الشمول المالي.
وأفاد أحمد شعبان مسئول قنوات التوزيع البديلة ببنك التنمية والائتمان الزراعى أنه من خلال التعاون بين البنك المركزي المصري وبنك التنمية والائتمان الزراعى بصفته الأكثر انتشارا بالقرى تم الاتفاق على إضافة عدد 1000 ماكينة صراف آلي بالقرى على مستوى الجمهورية. كما يجري تحديد مواقع الماكينات بين مجمعات خدمات حكومية وزراعية ووحدات صحية ومنشآت أخرى حتى يتمكن كافة المواطنين من الوصول إليها واستخدامها، مما يخدم حاملي البطاقات من المعاشات والمودعين والمزارعين، ويسهل تعاملاتهم، كما يساهم في اجتذاب شريحة من العملاء وبخاصة المزارعين لاستخدام الخدمات المصرفية ضمن مبادرة الشمول المالي، بالاضافة إلى تقديم تمويل للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
مبادرة حياة كريمة رقمية – قرية حنون – مركز زفتى – محافظة الغربية
وتستمر عملية بناء الإنسان جنبًا إلى جنب مع عملية البناء بقرى حياة كريمة، فالإنسان هو العنصر الأساسي للتنمية داخل الريف المصري، وهو من سيساهم في الحفاظ على ما تم من عملية بناء وتطوير للبنية التحتية، فشعار مبادرة حياة كريمة “إيد بتساعد وإيد بتبني” يتحقق على أرض الواقع ببناء حياة جديدة داخل القرى المصرية والمساعدة في تنمية الإنسان ودعمه من أجل أن يحيا حياة كريمة.