كتب: محمد منير غازي
تتجه أنظار العالم في نوفمبر الجاري إلى مدينة الأقصر، جنوب مصر، وتستعد مصر لإبهار جديد عبر الكشف عن مشروع إحياء طريق الكباش، حيث يعد المشروع أضخم وأكبر متحف أثري مفتوح في العالم، طريق المواكب الكبرى أو طريق المعبود “آمون” المعروف عالمياً بطريق الكباش، هو طريق يربط معبدي الأقصر والكرنك بطول 2700 متر يُعرض على جانبيه 1200 تمثال تم ترميمه، وفي غضون هذه الأثناء تابعت “مجلة مجتمعنا” المراحل الأخيرة للانتهاء من المشروع، ووضع اللمسات و الاستعدادات الاخيرة للافتتاح الأسطوري.
“الأقصر” تتحول لأكبر متحف مفتوح في العالم بأيادي مصرية خالصة
منذ سنوات قليلة، بدأت فرق الأثريين الشباب بوزارة السياحة والآثار في سباق من الزمن للانتهاء من عملية ترميم وإحياء معابد الكرنك وطريق الكباش بالأقصر والتي شملت تطوير صرح الملك رمسيس الثاني، وصرح الأعمدة، و فناء أمنحوتب الثالث، وكذلك ترميم تمثالين للملك رمسيس الثاني بالواجهة الغربية المطلة على النيل، مع إتمام تركيب 5 رؤوس وتيجان لتماثيل الملك رمسيس الثاني، فضلاً عن صيانة وترميم ممر الـ 14 عمودًا والجدران بصالة الملك أمنحوتب الثالث، إلى جانب ترميم وصيانة جدران مقصورة الإسكندر الأكبر، بالإضافة إلى تطبيق مشروع الهوية البصرية موحدة للأقصر مستوحاه من طابع المدينة تتفق مع النسق الحضاري لها لتشمل الافتات الإرشادية والأكشاك والمظلات الخشبية والمطبوعات وغيرها.
إعادة إحياء طريق المواكب الكبرى “طريق الكباش” ليربط معبدي الأقصر والكرنك بطول 2700م و1200 تمثال أثري
أشار الدكتور مصطفي الصغير، مدير عام معابد الكرنك والمشرف العام على المشروع إلى أن “المشروع يستهدف إعادة إحياء وتطوير طريق المواكب الكبري المعروف اصطلاحاً بطريق الكباش، وهو طريق يمتد من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك بإجمالي أطول 2700م، ومع مرور السنوات والفيضان السنوي للنيل وتراكم طبقات الطمي أدي ذلك إلى ردم الطريق الأثري”.
وأضاف صلاح سالم، فني ترميم بمعبد الكرنك وطريق الكباش وأحد شباب الأثريين المشاركين في المشروع، أنه خلال العمل في الطريق تلاحظ أن التماثيل الأثرية منخفضة عن الطريق الأصلي بحوالي 2م تقريباً، حيث يجري العمل على إزالة الأتربة واستكمال الأجزاء المفقودة من التماثيل بتعويضها بأحجار من نفس المحجر الأصلي، تم تتم معالجة التماثيل لتعود إلى رونقها الأصلي.
والآن بعد سنوات من العمل المخلص تظهر ألوان الأعمدة والجدران على المعابد لأول مرة منذ آلاف السنين، للتحول الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح في العالم بأيادي مصرية خالصة.
في نوفمبر… وعلى غرار موكب المومياوات الملكية: مصر تستعد لإبهار العالم من جديد بالأقصر
لقد أبهرت مصر العالم في احتفال موكب المومياوات الملكية الذي شارك في صناعته أكثر من 10 آلاف الأبطال المجهولين من الشباب المتطوعين في مختلف التخصصات، وحول كواليس صناعة هذا الحدث العالمي أضافت بسمة سراج، Senior Account Manager بالشركة المنظمة لاحتفالية المومياوات الملكية وعضو البرنامج الرئاسي “بأن الحدث كان كبيرًا جدًا، وعمل به عدد ضخم من المتطوعين وبه تفاصيل كثيرة، وكنا نحن المسئولين عن التنسيق بين كل المشاركين في صناعة الحدث، وكان كل جزء له مسؤول، وكنا نتعامل مع مديري الفرق المختلفة في الاحتفالية”.
وفي إطار توجيهات السيد رئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بأن تمثل احتفالية الكشف عن “طريق المواكب الكبرى” استمراراً لنهج الفعاليات العالمية التي تنظمها الدولة للترويج لقوة مصر الناعمة وحضارتها العريقة، وأبرزها موكب المومياوات الملكية، على نحو يعكس دولياً ثراء محافظة الأقصر كمقصد سياحي عالمي متكامل الجوانب.
وبالتزامن مع العيد القومي لمحافظة الأقصر في الرابع من نوفمبر، و ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في ذات التاريخ، تستعد الأقصر في نوفمبر الجاري لإبهار العالم بالكشف عن مشروع إعادة إحياء طريق المواكب الكبرى.
وفي هذا الصدد أشار الدكتور مصطفي الصغير، مدير عام معابد الكرنك والمشرف العام على المشروع إلى “أن الاحتفالية ستكون إعادة إحياء لطريق المواكب الكبرى من خلال الاحتفال بعيد الأوبت، وهو أحد الأعياد الهامة في مصر القديمة، حيث تخرج مواكب المعبودات من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر، وسيكون للنيل دور كبير في الاحتفال حيث جرى إعداد مسرح كبير هناك، بالإضافة لفعاليات مختلفة في أنحاء الأقصر بهدف إبراز كل ما تم بالمدينة من أعمال ترميم وصيانة وتطوير، وكذلك تطبيق مشروع الهوية البصرية بالأقصر برعاية من السيد رئيس الجمهورية”.
استعدادات تجري على قدم وساق بمدينة السياحة العالمية لتجهيز الاحتفالية العالمية، كرنفال الإعلان عن إعادة إحياء طريق الكباش، العشرات من فرق العمل، والآلاف من الشباب بمختلف التخصصات يواصلون الليل بالنهار، ليكون العالم على موعد في نوفمبر حين تنهض الأقصر في ثوبها جديد.