كتبت: د. أسماء أبوزيد
المدرس بكلية الإعلام جامعة القاهرة
مبادرة “حياة كريمة” رافداً للإنسانية و شريانا للازدهار والتعاون بين المصريين لتوفير حياة كريمة لكافة المواطنين، لمن يعيشون في المناطق الحضارية غير الآمنة أو من يعيشون في القطاع الريفي، ولديهم فجوة كبيرة في توفير الخدمات العامة.
أما السينما فمنصة لحرية الفكر والإبداع من خلال الاقتراب من واقع المجتمع بأزماته التي يسعى لتخطيها، وانتصاراته التي يحتفي بها، فتناقش حقوق المواطنين من مختلف الجوانب, وتؤكد دورهم في بناء المجتمع، مسلطة الضوء على ما يعانيه المجتمع من مشكلات تحد من مساهمة أفراده في خطط وعمليات التنمية، عبر أسلوب السرد، وتكوينات الصورة الاحترافية التي يقع المشاهد أثيرا لها.
فيلم “ريش” يكشف جدية الدولة المصرية في اقتلاع جذور الفقر
ومؤخرا أثار فيلم “ريش”، الذي يتناول قصة كفاح أم في أسرة فقيرة ومحرومة من الخدمات ولا يتوافر لها معايير الحياة الكريمة، والذي حصد جائزة أفضل فيلم عربي روائي طويل في مهرجان الجونة، وذلك بعد فوزه بالجائزة الكبرى من مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان «كان» في يوليو الماضي، أثار جدلاً واسعاً، ما بين القول بأن: المجتمع المصري يضم كل الطبقات، فلا يمكن أن تكون مشاهد الفقر التي عليها العائلة محور الأحداث في الفيلم مسيئة لمصر، وهجوم قاسٍ وصل إلى أن يتهمه البعض بتقديم صورة غير حقيقية عن مصر. يتسأل باب “حياة كريمة” عن دور السينما والفن في طرح التساؤلات وتقديم رسالة، في وقت تبذل فيه الدولة المصرية جهود متواصلة لحل مشكلة الفقر.
في حين استخدمت العديد من الدول في العالم قضية الفقراء كجزء من برنامجهم لإعادة هيكلة أسس العلاقات السياسية، ووضع الأساس لمجتمعات “حديثة”، ولم تكن سياسات الدولة غاية في حد ذاتها، بل كانت جزءاً من عمليات تعزيز نظام. فكان الفقراء أدوات عبر تحولات فوقية لا تصل إلى قاع المجتمع وعصب علاقاته.
إلا أن مبادرة “حياة كريمة” جعلت الأمر محكوماً بقدرة المصريين على تمثل هذا التحول في ذاتهم، وانعكاس ذلك في علاقاتهم بالآخرين من مجتمعهم، فالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدنى وتوحيد جهودها يأتى على رأس أولويات الأعمال لتنفيذ مشروعات مبادرة حياة كريمة.
ونستدل على ذلك بناء على تقرير، تضمنه بحث الدخل والإنفاق الذي أجراه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن معدل الفقر انخفض إلى أدنى مستوى له منذ 20 عامًا (١٩٩٩) من ٣٢.٥٪ إلى ٢٩.٧٪، مع استهداف خفض معدلات الفقر إلي ٢٨.٥% في عام ٢٠٢١/٢٠٢٢ في إطار زيادة حجم الاستثمارات في خطة العام ذاته مع توقعات بانخفاض معدل الفقر ١:١.٥% سنويًا في الأعوام القادمة.
جاء ذلك وسط تقديرات البنك الدولي التي تشير إلى أن عدد الفقراء الجدد في العالم بسبب جائحة كورونا يقدر بنحو 119 إلى 124 مليون شخص في عام 2020. وفي عام 2021، من المتوقع أن يرتفع عدد الفقراء بسبب هذه الجائحة إلى ما بين 143 و163 مليون شخص.
السينما دافعاً للتواصل الإيجابي بين المواطن ومجتمعه
فهل السينما تضع الفقراء نصب أعينها من أجل استعراض سلبياتهم أم من أجل حل مشاكلهم؟ أم لذلك اعتبارات أخرى وفق السياق المجتمعي الذي تمر به السينما، ففي النصف الأول من القرن الماضي حصرت السينما مشاكل الفقراء في البحث عن لقمة العيش فقط وبطرق مشروعة. أما الحقبة الثانية من السينما المصرية فركزت على علاقة الحب بين الفقراء والأغنياء. وفي عصر الانفتاح فضحت السينما سلبيات الفقر بقوة.
فمن الأهمية أن تكون هناك سينما تسلط الضوء على الإنجازات، وتسجل حضوره المصريين على كافة المستويات؛ لكي تكون السينما دافعاً للتواصل الإيجابي بين المواطن والمجتمع المحلي والعالمي، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي، وتحديد الهوية من خلال الربط بين المواطن وبين مجتمعه، وتوازن الموضوعات وتنوعها وشمولها لجميع المواطنين.
هبة الشرقاوي منسق مساعد “حياة كريمة”
ومن جانبها قالت هبة الشرقاوي منسق مساعد “حياة كريمة” بمحافظة الغربية أن فيلم “ريش” أثار ضجة بسبب موقف بعض الفنانين والإعلاميين، إلا أنه على مستوى الواقع الفعلي فإن “حياة كريمة” رفعت من مصداقية الدولة المصرية‘ فعندما يزور رئيس مجلس الوزراء منازل لا يتوفر لها أبسط وسائل الحياة الآدمية ويعدهم ببناء منازل جديدة في ظل “سكن كريم”، بالإضافة لتوفير القوافل الطبية والتثقيفية، مما جعل أهالينا تؤمن بأهداف الدولة وتناصرها، فلن تترك المبادرة أي مصري دون حياة كريمة، وتسعى المبادرة لحصد الرضا التام من قبل كل المستهدفين.
هند عبد الحليم نائب محافظ الجيزة للتنمية المجتمعية والبيئة
وأوضحت هند عبد الحليم نائب محافظ الجيزة للتنمية المجتمعية والبيئة أن مبادرة “حياة كريمة” تواجه العديد من الصعوبات على أرض الواقع، إلا أنها تسير بخطى ثابتة لتوفير الحياة الكريمة لكل مصري، عبر التنسيق مع مختلف الجهات والمؤسسات لتنفيذ مشروعات المبادرة.