كتبه: د.أسماء أبوزيد
كل منا يحلم بتغيير حياته ومجتمعه، إلا أن تغيير الإنسان لنفسه يجب أن يسبق سعيه إلى تغيير مجتمعه أو محيطه. والمعتاد أن يسير الناس على خطى قادتهم، إلا أن قيادتنا السياسية تثق بشبابها وتعزز الإبداع والابتكار لديهم، فهي قيادة تستثمر فى البشر أولا.
هكذا جاءت مبادرة “حياة كريمة” كمقترح من الشباب للقيادة السياسية، وبالفعل دون أي تردد من القيادة تم الموافقة على تنفيذ المبادرة في قرى مصر الأكثر احتياجًا، وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي بإطلاق مبادرة حياة كريمة في عام ٢٠١٩م، وعلى أثرها تم إنشاء مؤسسة حياة كريمة من شباب متطوع من كافة محافظات مصر، قد يختلفوا في الأفكار والثقافات؛ ولكنهم اجتمعوا على هدف واحد وهو تطوير وتنمية وطنهم مصر، هؤلاء الشباب يقدمون نموذج فريد يحتذى به في التغيير والعمل التطوعي.
“حياة كريمة” تعتمد على شباب متطوع يعمل لإحداث تغيير ملموس في حياة من هم أكثر احتياجًا من خلال تكريس كافة مجهوداتهم في العمل التنموي الذي يساهم فى تحسين العلاقات والروابط بين مكونات المجتمع المختلفة، مما يؤدى إلى مجتمع سوى تتسع ثقافته ومداركه.
فلم يقف الشباب المتطوع أمام المعتاد سواء كان أفكارا أو سلوكا، وإنما سعوا للإسهام في تحقيق دور فاعل في عملية التغيير في مبادرة “حياة كريمة” التي تعكس اهتمام الدولة بأبناءها في مختلف ربوع مصر.
فمطلب توفير حياة كريمة والارتقاء بجودة الحياة هو حق مشروع لجميع طبقات المجتمع، إلا أنه يتطلب استثمارات هائلة وكيان قوي قادر على إدارة منظومة العمل؛ لذا مهدت القيادة السياسية الطريق للشباب في شتى المجالات، فاجتمعت أكثر من ٢٠ وزارة وهيئة و٢٣ منظمة مجتمع مدني لتنفيذ هذا المشروع بسواعد الشباب المصري المتطوع من خلال مؤسسة حياة كريمة.
فالتغيير في مصر يتم وفق نمط تبادلي يقوم على التعاون بين الدولة والمواطن، ومن ثم فإنها تمثل جوهر التغيير الحقيقي، حيث تتفاعل مع المجتمع وعصب علاقاته الثقافية والاجتماعية.