بقلم هاجر جميل
يقولون إن السيرة أطول من العمر،وسيرة من أتحدث عنه تسبقه وتتحدث عنه بكل ما هو جميل ،قد تكون لا تعرفه ولكن حين تقرأ تلك السطور ستكتشف أنك أمام شخص نادر لن يتكرر.
ومن أسماء البعض تتجلى صفات عن حياتهم ،أشرف شوقي ،للشرف وللإخلاص والتفاني وبشاشة الوجه عنوان ،عرفته وعرفه الجميع هادىء يعمل في صمت،ينجز تلالاً من الأعمال دون ضجر أو ضيق ،إنه أشرف شوقي .
أشرف خريج الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة وعضو فريق الإنتاج الفني والإعلامي بالمؤتمرات الوطنية ومنتديات الشباب ، هذا هو التعريف الرسمي الخاص به الذي ستجده لدى تعريفه ،لكن إذا ما بحثت داخل حياته ،ستجده في عمله عاشق للتفاصيل دون أن يرهقك بها ، شخص حنون على كل من كان حوله ، عطوف ويلتمس لكل من حوله كل الأعذار ،أتذكر كيف كنا جميعا مجموعة من الشباب في رحاب القاهرة وتاريخها وعبق الماضي في يوم أخذناه كهدنة للراحة والتأمل وكيف كنا نجلس في حرم مسجد الحاكم بأمر الله وكيف كان يحكي أشرف عن طفولته ولحظات روحانية تذكرها وقتما كنا نجلس في أجواء مهيبة ،وصرنا جميعا نتجول ونأخذ صور كثيرة ومر اليوم .
وجاءت مناسبات عديدة رسمية تتطلب إنهاء العديد من الأفلام والبروموهات الخاصة بتلك الفعاليات ،وكان أشرف من أصعب الأشخاص في مهامه فهو من كان يقوم بعملية المونتاج ،تلك المرحلة التي يصبح فيها رُبان السفينة ، ومن يعمل في المجال الإعلامي يعرف أن مهنة المونتير من أصعب وأعقد المهام ، ولكن من سلاسة ما كان يقوم به أشرف فقد يعتبرني البعض أبالغ إن قلت أنه كان يقوم بالمونتاج وكأنه يعزف قطعة موسيقية ، لا يشعرك بضغط وثقل المسؤولية الموضوعة أمامنا للإنجاز، يُقوم ..ويفند كل العناصر ويقدم لك لوحة فنية ويظل جندي مجهول خلف كل هذه العظمة .
كثيرون اتخذوا من غرفة المونتاج الصغيرة مكانا للحكي،يحكون له همومهم في الحياة ، يداوي ويطبب الجميع ببشاشة وجهه فتنسى معه همك ،لا أنسى جملته الشهيرة لي حين يضغطنا العمل ونصبح ولابد أن ننجز قبل الوقت المطلوب “اصحي يا هاجر ليغفلونا” مصحوبة بضحكته البسيطة ،ستظل في قلب ووجدان كل شخص فينا ،ستظل من أشرف من مروا في دنيانا ،سنظل ندعو لك وتظل دائماً مصدر الإخلاص والتفاني ..ستظل دائما بيننا أشرف شوقي .