كتبه :أحمد الصعيدي
«حياة كريمة» يبدو عنوانًا براقًا بسيطًا لكن تحويله إلى خطوات تنفيذية على أرض الواقع لم تكن مهمة سهلة على الإطلاق، فهناك مئات بل آلاف التحديات التي يجب مواجهتها بحلول وبدائل إبداعية، فتلك التحديات ليست وليدة الأمس، بل أنها تحمل تراكمات عقود ماضية عانى فيها الريف المصرى كثيرًا من عدم التنمية التي هي السبيل الأهم لحياة تليق بالمواطن المصري، حياة تتناسب وعراقة وأصالة مصر.
جنود مجهولون يعملون ليل نهار، عاشقون للوطن، محبون أهله، يخططون ويتابعون تنفيذ المشروع القومى «حياة كريمة» الذى كان وليد مبادرة شبابية، نعم، شبابية؛ فكل من يشارك فيها هم من الشباب المصرى المتطوع لتقديم حياة كريمة لكل مواطن مصري.
ومن هؤلاء الجنود «عهود وافي» نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة «حياة كريمة»، البالغة ٣٠ عامًا، حاصلة على ماجستير سياسات مقارنة من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. وتعمل “عهود” بالعمل التنموي من السنة الأولى بالجامعة، وأسست نشاط خاص بحقوق الطفل في الكلية، وبعد تخرجها عملت بمؤسسات مجتمع مدني متعددة، ووجدت أن العمل التنموي في مصر ضعيف الأثر مما تسبب في إحباطها في ذلك الوقت.
عهود وافي : لماذا لم تتمكن مصر من القضاء على الفقر؟
وبمرور الوقت التحقت “عهود” بالبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة PLP – الدفعة الثالثة، و تلاقت أفكارها مع أفكار زملائها بالبرنامج المهتمين بالعمل التنموي، حتى ذلك اليوم الذي تم تكليفهم بمهمة وضع الخطة الاستراتيجية لمبادرة «حياة كريمة». وقبل البدء في وضع الخطة انقسموا لفرق عمل منظمة على مستوى الجمهورية مسلحة بالحلم والشغف لتحقيق ذلك الحلم. قامت فرق العمل بدراسة وتحليل كل التحديات التي منعت مصر من القضاء على الفقر رغم كل الجهود والأموال التي تم تخصيصها لذلك، وبناءً على ذلك وضعوا خطة العمل بما فيها الاجتماعات المخططة مع الجهات التي تمنوا أن تكون شريكة معهم في تنفيذ الحلم، ذلك الحلم الذى استحوذ على كامل تفكيرهم .
وطالما ود الشباب أن يكون حلمهم مقنع للقيادة السياسية، وفى كل مرة كانت فرق عمل «حياة كريمة» تكتشف أن اهتمام القيادة بهذا الملف نابع من القلب، فالمصريون يستحقون «حياة كريمة».
ومن أكثر المواقف التي أثرت في “عهود” عند بداية التنفيذ للمبادرة هو عدم المصداقية التي وجدتها لدى كثير من الأفراد وتساؤلات يغلب عليها طابع الاتهام والتكذيب وعدم الثقة. حينها بكت على حالها هي وزملائها وعلى عدم تصديق الناس في الحلم والحالم، لكنها أصرت على الاستمرار رغم كل شيء، وكانت دائما تقول لنفسها: “إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا” ويجب أن اجتهد وأخلص النية لله.
عهود وافي والدي ودراستي المستمرة سر نجاحي
وتلعب “عهود” عديد من الأدوار الحياتية على مدار ساعات يومها، فهي أخت كبرى، تهتم بأشقائها الأربعة، ووالداها أهم شخصين في حياتها، تحب أن تطمئن عليهما طوال الوقت، هل تناولا طعامهما وأدويتهما، ويسعدها الجلوس معهما والحديث عن أحداث يومها هي وزملائها بمبادرة «حياة كريمة»، وعن مدى ثقة المواطن المصرى بهم، فهى ترى أن كل ما تمكنت من الوصول إليه الآن هو بفضل تربية ودعوات والديها وتشجيعهما المستمر لها. هذا بالإضافة إلى دورها كطالبة دكتوراه مهتمة بالحداثة وأثرها .
وتأمل عهود أن يتعاون الجميع من أجل ذلك المشروع القومى «حياة كريمة»، ليحقق أهدافه في الوصول بالقرى الأكثر احتياجًا لبر الأمان والحياة الكريمة.