انا غاده خديوي ابنة الوادي الجديد المُكرمة من رئيس الجمهورية علي تطوعي بمبادرة حياة كريمة في يوليو 2021 .. تلك نقطة محورية بتجربتي بالتأكيد ، السطر الأخير في حكاية ممتدة عبر سنوات .. اسمحوا لي أن أشاركها إياكم علها تكون مُلهمة لعدد من الشباب ودافع لتحقيق الممكن والمستحيل
البرنامج الرئاسي هي خبرة توازي كل ما تعلمته بحياتي و تجربة لا يصح إطلاقاً مقارنتها بأي تجربة أخري فالتنوع الجغرافي ربما يشبه ما يحدث في المدن الجامعية من تنوع الجهات و لكن بالمدينة الجامعية هدفنا جميعاً شخصي هو النجاح بالدراسة بدون النظر لأي شيء أخر لكن تنوع البرنامج كان نجاحك فيه هو نجاح بالعمل الجماعي و نجاحك في الإيمان بضرورة و أهمية المشاركة في خدمة الوطن و نجاحك يتمثل في فهم ما يحدث بمجتمعك و كيفية النظر للقضايا و المشكلات و نجاح يقاس بمدى تأثيرك الإيجابي في خدمة مجتمعك.
أما التعليم فهو ليس منهج دراسي عادي ولكن طرح قضايا واقعية ومشكلات حياتية وتغطية لكل الملفات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية والبيئية.
خلال البرنامج مع كل فاعلية كان قلبي ينبض أسرع من انبهاري واعجابي بكل هذه الثقة من الدولة في الشباب فيجلس السيد الرئيس في قاعات خلال المحاكاة ويستمع لرؤيتنا و يتحدث معنا في جلسات المنتدى و يشرح أسباب و ظروف اتخاذ قرارات معينة بصدر رحب و رغم تكرار هذا المشهد إلا أنني في كل مرة أتخيل ماذا لو كان من سبقونا لديهم رئيس مثله كيف كانت ستكون مصر و مكانتها بين دول العالم.
لذلك كان من واجبي رد و لو جزء بسيط للبرنامج ولمحافظتي فقررت المشاركة بشكل تطوعي في ملف خدمة المجتمع بالمحافظة و التي كان من حسن الحظ أن نائب المحافظ هي الزميلة حنان مجدي خريجة البرنامج أيضاً فكان الاتفاق دائما على خدمة المجتمع أولاً فشاركت لأكثر من عام و نصف في المحافظة بشكل تطوعي في ملفات الشباب و ذوي الإعاقة بشكل خاص فكنت المنسق العام للمجلس التطوعي للشباب منذ 2019 بإشراف مباشر من نائب المحافظ بموافقة السيد المحافظ ليكون المجلس هو التجربة المصغرة من البرنامج ولكن يخدم المحافظة و حل مشكلاتها و يضم شاب على الأقل من كل قرية و مدينة بالمحافظة و تم تنفيذ عدد من المبادرات و المشروعات و أيضا إقامة منتدى شباب الوادي في 12/2019.
و أيضا كان لملف ذوي الإعاقة النصيب الاكبر من العمل لأهميته و طبيعة محافظتنا الجغرافية و عجز الأطباء.
و في 13يوليو 2020 تم تكليفي من السيد المحافظ معاون لسيادته في ملف شئون خدمة المجتمع مما كان له مردود إيجابي على الأرض بين الشباب أن من بينهم من يجتهد و يعمل و يسعى للخير يكن النجاح من نصيبه و زاد النشاط و العمل في عدد من الملفات و خاصة أزمة كورونا التي توليت فيها ملف الشباب المتطوعين و التنسيق بين كافه الجهات المتطوعة لمتابعة الوضع على بوابات المحافظة و تعقيم المؤسسات و مساعده كبار السن في المعاشات او تنظيم الحركة عند صرف المرتبات مما كان له اثر إيجابي في عدم ظهور كورونا لعده شهور بإشراف من نائب المحافظ و تعود الناس على الالتزام بالنظام حتى في عدم وجود متطوعين.
و خلال العمل بالمحافظة شاركت كعضو في لجان حياه كريمه و التحول الرقمي و ملف المساعدات بالتضامن الاجتماعي و غيرها من الملفات كما تم تعييني عضو مجلس إدارة بمركز د.حسن حلمي لذوي الإعاقة.
و بعد عدة شهور من اعلان مؤسسة حياة كريمة تم تكليفي المنسق العام للمحافظة ليكون لي نصيب المشاركه في ملف التصالح حياه و حصر سكن كريم و متابعة المشروعات و التي كانت مدرجة بقري صعب الوصول إليها و ضعف شبكات الطرق و الاتصال كل هذا غير البعد الجغرافي بين المراكز و الذي يلزم ما لايقل عن 6 ساعات سفر للوصول من مركز لأخر.
وكانت المفاجأة بعد سنوات من التطوع وخدمة الوطن تكريم السيد الرئيس خاصة أن توقيت التكريم تزامن مع وفاة والدي الذي فارقنا قبيل المؤتمر بعدة أيام فكأنه تكريم له ورسالة دعم من الله علي حسن رعايته لي، والحقيقة أن التكريم لم يكن فردياً ، فقد تعودنا أننا نتشارك المجهود والإنجاز .. ونتشارك الفرحة بالنتائج، هذا التكريم هو رسالة تشجيع من الرئيس لكل شاب يجتهد من أجل وطنه .. حتي في أقصي أراضي الوطن بعيداً .. جنوباً بصحراء الوادي الجديد.
