كتبت/ مريم طلعت
يقضي الدارسين من شباب البرنامج الرئاسي لتأهيل التنفيذيين EPLP معظم أوقاتهم في قاعات التدريب لاكتساب المعارف والخبرات والمهارات المفيدة في تطوير مجالات أعمالهم المختلفة عقب انتهاء فترة التأهيل في الأكاديمية الوطنية للتدريب. ولكن ما لا تعرفه أن هؤلاء الشباب يعيشون أجواء حماسية ويتفاعلون معًا ويمارسون أنشطة الترفيه الهادفة في نوادي الأكاديمية متعددة الاهتمامات بين الثقافة والبيئة والرياضة والأعمال الإنسانية.
النادي الثقافي ملتقى الفن والتاريخ والإبداع:
يهتم الشباب المشاركون في النادي الثقافي عادةً بتنظيم الرحلات السياحية وزيارة المعالم الثقافية والتاريخية، وتنظيم الندوات واللقاءات لمناقشة الموضوعات الثقافية المختلفة. ولكن حرص الأكاديمية الوطنية على تطبيق الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كوفيد 19، أدى إلى استبدال بعض هذه الأنشطة باللقاءات الافتراضية وتوظيف تكنولوجيا محاكاة الواقع لمشاهدة الأماكن التاريخية عن بعد.
يصدر الشباب في النادي الثقافي مجلة باسم”برديِّة” الذي يشير إلى وثائق الكتابة في مصر القديمة، وتصدرهذه المجلة بالتعاون مع الأندية الأخرى العلمية والبيئية والاجتماعية والرياضية، وتتنوع المقالات المنشورة بها بين الأدب والشعر والفن والاجتماع والتاريخ، في إطار شيق وثري للقارئ.
كما قدم المتدربون أفلام وثائقية قصيرة عن العمل اليدوي تحت عنوان “يد من ذهب”؛ لتسليط الضوء على الصناعات اليدوية وأهميتها والصعوبات والعوائق التي تواجهها وكيفية تجنبها، ومن أبرزها فيلمًا تناول صناعة الخيّاميّة حيث تم تصوير حي الحرفيين وتسجيل مشكلات العاملين به ثم تقديم اقتراحات لحل أزمات صنّاع الخيامية؛ للحفاظ على هذه الصناعة من الاندثار.
أوضحت نادية فوزي إحدى المتدربات، وهي أخصائي ترميم آثار بالمتحف المصري بالعاصمة الإدارية، أن مشاركتها في النادي الثقافي بالأكاديمية الوطنية للتدريب طور شخصيتها، وأثرى ثقافتها ومعارفها حول التاريخ والآثار والبيئة، وأضاف لخبراتها العملية كأخصائي ترميم آثار بالمتحف المصري بالعاصمة الإدارية. وأضافت: “النشاط الثقافي يسهم في زيادة وعي المتدربين، وتعريفهم بتاريخ بلادهم، بما يوسع رؤاهم كمتخذي قرار في المستقبل”.
الشباب ينظمون ندوة لتحية جيش مصر الأبيض:
ظهر اهتمام الشباب بالجوانب الإنسانية عبر مشاركتهم في تنظيم ندوة بعنوان “العيد أحلى مع أبطالنا” التي تم عقدها افتراضيًا، بمشاركة بعض الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية، ويشارك فيها المتدربون أصحاب الهوايات المختلفة كالعزف والغناء، وانتهت الجلسة برفع لافتات من المشاركين كُتِبَ عليها ” شكرًا جيش مصر الأبيض”؛كنوع من الدعم المعنوي للمتدربين من الأطباء و رسالة شكر لهم.
ألعاب فكرية تنمي مهارات الشباب في النادي البيئي:
نظم الشباب المشاركين في النادي البيئي ندوة بعنوان “محاكاة عملية اتخاذ القرار والبعد البيئي”؛ بهدف تعزيز الثقافة البيئية، وشارك المتدربون في أنشطة توعية من خلال ألعاب فكرية تدور حول البيئة وطرق التعامل معها والحفاظ عليها، وتم تقديم شهادات للحضور كهدية للتذكير بالحدث في يوم البيئة العالمي.
الشباب يتبرعون لصندوق تحيا مصر ويوزعون كراتين رمضان:
شارك بعض الشباب المشاركين في النادي الاجتماعي في شراء كراتين رمضان وتوزيعها على عدد من عمال النظافة بمستشفى العزل بمركز أبو تيج بمحافظة أسيوط؛ لإيمانهم بالتكافل والتضامن المجتمعي، كما تبرع بعضهم لصندوق تحيا مصر لصالح المتضررين من جائحة كورونا ومستشفيات العزل لتزويدها بالمعدات وكافة الاحتياجات.
تبسيط العلوم وتنمية الوعي هدف الشباب في النادي العلمي:
يشارك الشباب فى النادي العلمي، من خلال إنتاج فيديوهات علمية بسيطة وجذابة، بعضها يخص التعريف بجائحة كورونا والتوعية الطبية بالأمراض والفيروسات، ويتم نشر هذه الفيديوهات على قناة اليوتيوب الخاصة بالأكاديمية الوطنية للتدريب، لتعزيز دور الشباب في إثراء معارف المجتمع المصري.
حاتم عدلان: “نظمنا يومًا رياضيًا وأقمنا بطولة شطرنج”:
أشار المتدرب حاتم عدلان، وهو صيدلي في الهيئة العامة للرعاية الصحية،إلى اشتراكه مع عديد من زملائه في اليوم الرياضي الذي نظمته الأكاديمية الوطنية لدفعة الفريق “محمد العصار” وقد اشتعلت الأجواء الحماسية، وارتفعت الروح المعنوية للشباب المشاركين، وجددوا نشاطهم بعيدًا عن الروتين التقليدي. كما أضاف عدلان أن النادي الرياضي نظم بطولة الشطرنج التي تَنَافسَ فيها العديد من الشباب بحضور د.رشا راغب المدير التنفيذي للأكاديمية.
مهاب موسى يقترح استمرار الدورة الرمضانية الرياضية وتنظيم الأنشطة الرياضية في مؤتمرات ومنتديات الشباب
في حين أشار متدرب آخر وهو مهاب موسى، المدرس بكلية التربية الرياضية جامعة بني سويف، إلى أهمية الدورة الرمضانية الرياضية التي نظمتها الأكاديمية الوطنية للتدريب في شهر رمضان، فهذه الأنشطة تعزز الروح الجماعية والتعاون بين الفريق الواحد والمنافسة الشريفة مع الفرق الأخرى، فضلًا عن تنمية المهارات الجسدية في ألعاب كرة القدم والاسكواش وكرة اليد وغيرها.
ويقترح موسى أن تستمر الدورة الرمضانية بشكل سنوي؛ لتجميع الشباب بشكل دوري وتعزيز التواصل بينهم، مؤكدًا أهمية تنظيم الأنشطة الرياضية في المنتديات والمؤتمرات الشبابية المحلية والدولية؛ كون الرياضة طريقة مؤثرة في التواصل والتعاون بين الأفراد وخلق مناخ من الألفة والتقارب بين الشباب المصريين وغير المصريين.
تعكس الأنشطة السابقة الرؤية الجديدة التي تتبناها الأكاديمية الوطنية للتدريب والتي أسهمت في تخريج شباب لديهم شخصيات إيجابية وفعالة ومتعددة الاهتمامات والهوايات، وقادرة على صناعة تغيير حقيقي في الدولة والمجتمع المصري.