كتب: عبد الحليم ريان
في المؤتمر الوطني الدوري الثالث للشباب بالإسماعيلية، كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، حاضرًا يستمع لآراء الشباب ويناقشهم حولها ويستجيب لتنفيذ عديد من أفكارهم التي تخدم رؤية مصر 2030 وتحقق أهدافها. ومن هنا، قامت مجموعة من شباب البرنامج الرئاسي PLP بدراسة آفاق وفرص التنمية في محور قناة السويس فوجدوا في بحيرة المنزلة كنزًا مدفونًا يجب العمل على استعادته فقاموا بدراسة المشكلة وتحليل أسبابها والتفكير في الحلول.
مقترح دعاء حسام لتطوير البحيرة:
ونظرًا لأن بحيرة المنزلة تعد إحدى أهم البحيرات الطبيعية في مصر وأكبرها؛ حيث كانت تبلغ مساحتها 600 ألف فدان وتتميز باعتدال المناخ طوال العام وتنتج ما يقرب من 48 % من إجمالي إنتاج البحيرات الطبيعية في مصر، نتيجة لقربها من البحر المتوسط وارتباطها به من خلال البواغيز التي تسمح بتبادل المياه وتوازنها ودخول وخروج الأسماك، مما أدي إلى وجود العديد من الأنواع الجيدة من الأسماك في البحيرة، شرحت دعاء حسام الدين، المدرس المساعد بكلية الهندسة جامعة الزقازيق، الوضع المأسوي الذي آلت إليه البحيرة وعرضت مقترحًا بتطويرها يعتمد على ثلاثة محاور تشمل؛ إزالة التعديات على البحيرة، ورفع جودة مياهها، والحفاظ عليها من التعديات المستقبلية.
على الفور استجاب الرئيس السيسي للمقترح وشكل لجنة لدراسة المشكلة وصدق سيادته بمبلغ 30 مليار جنيه لتطوير بحيرة المنزلة. وبدأت على الفور عجلة العمل بدأب وبتواصل العمل ليل نهار في عمليات تكريك بحيرة المنزلة لزيادة عمقها وإزالة التعديات على البحيرة باستخدام 320 حفار و20 كراكة.
وبالتوازي كانت هناك معركة قائمة بمصرف بحر البقر لمعالجة مياهه التي أضرت بمياه البحيرة على مدى ما يقرب من قرن من الزمن. وتم البدء في إنشاء محطة معالجة ثلاثية بطاقة 5.6 مليون متر مكعب ضخمة للاستفادة من مياه مصرف بحر البقر.
وفي ديسمبر من عام 2019، شاهد سيادة الرئيس ما تحقق من تطوير في بحيرة المنزلة، عندما كان في دمياط، من خلال الفيلم التسجيلي “أمواج الخير” الذي كشف عن ما تملكه مصر من معادن صناعية هامة والتي تم اكتشافها جراء تكريرك بحيرة المنزلة، وهي ثروة معدنية تدخل في 49 صناعة مختلفة.
من جانبها، عبرت الشابة دعاء عن شعورها الإيجابي عقب تنفيذ مقترحها، قائلة: “شعرت بسعادة بالغة لأني عايشت أنا وزملائي مع المعاناة التي يشعر بها أهالي المنطقة وخصوصًا الصيادين؛ حيثُ إن مصدر دخلهم الوحيد يعتمد على بحيرة المنزلة. وكان هناك اعتداء مستمر على مستقبلهم ومستقبل أولادهم، بالإضافة إلى مستقبل الثروة الغذائية التي تعرضت لخطر التدمير، علاوة على انتشار الخارجين عن القانون في المنطقة. وكانت استجابة الرئيس السيسي مصدر سعادة وطمأنينة لنا جميعًاعلى مستقبل بلدنا في ظل إدارة تبذل كل ما فى وسعها لتأمين الناس وتأمين مستقبلهم”.
البحيرة قبل التطوير
كانت بحيرة المنزلة من قبل عبارة عن أراضي زراعية خصبة يصلها ثلاثة أفرع من النيل ولكن مع ارتفاع منسوب مياه البحر وقلة ورود مياه النيل إليها غمرها ماء البحر في العهد الأيوبي وتم نقل أهلها إلى دمياط. ومن هنا تحولت بحيرة المنزلة من بحيرة عذبة إلى بحيرة مالحة. وبدأت تتقلص مساحة بحيرة المنزلة مع إنشاء قناة السويس التي استقطعت منها حوالي 100 ألف فدان شرق القناة مكونة تلك المنطقة المعروفة بسهل الطينة. وازداد الأمر سوءً عند بدء وصول مياه الصرف الصحي في ثلاثينيات القرن الماضي من خلال مصرف بحر البقر والذي تصب فيه مياه الصرف الصحي لعدد من المحافظات، مما أدى إلى تلوث مياه البحيرة وتلوث الأسماك. ومع إهمال الدولة لتلك المنطقة، بدأ بعض الأشخاص في الاعتداء على مياه البحيرة وتنفيذ أعمال ردم وتجفيف لبعض أجزائها والبناء عليها، مما أدى إلى تقلص مساحة البحيرة لتصل إلى 125 ألف فدان. وفي 2011، انطلقت يد التخريب للبحيرة لتتقلص إلى أقل من 100 ألف فدان.
ومن خلال مشروع تطوير بحيرة المنزلة، وغيره من المشروعات التي طرحتها مؤتمرات الشباب والتي سنتناولها تباعًا في الأعداد القادمة يتضح لنا أننا أمام حالة فريدة من نوعها لرئيس يستمع للشباب وينفذ ويتابع تنفيذ مقترحاتهم. ويتضح أيضًا أن المؤتمرات الوطنية أصبحت عنصر من عناصر قوة الدولة الشاملة.
تلك المؤتمرات التي تناقش طموح الشباب والذي هو عبارة عن حلول لمشاكل الوطن ليصبح الوطن مكان أفضل نسعد جميعًا بالانتماء له.