خلال اليوم الخاص بالتمويل ضمن فاعليات قمة المناخ المنعقدة في مدينة شرم الشيخ السياحية على البحر الأحمر الممتدة في الفترة ما بين 6 و18 نوفمبر الجاري، كثف المسئولون المصريون من جهودهم بحثًا عن الوصول لخطط عملية لمواجهة التداعيات المناخية الكارثية على كوكب الأرض.
وبدأ النشاط المصري بافتتاح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي فعاليات «يوم التمويل» بالجناح المصري بالمنطقة الزرقاء، مشددًا على أن التضامن بين جميع الأطراف هو أقصر الطرق وأقلها تكلفة للوصول إلى نجاح الجهود لمواجهة تغير المناخ، وأن أسعار الفائدة المرتفعة والوصول المحدود إلى أسواق الاقتراض الدولية تجعل من الصعب على البلدان الأفريقية جمع التمويل اللازم لحماية بيئتها وحماية اقتصاداتها من خطر تغير المناخ.
وبحضور ديفيد مالباس؛ رئيس مجموعة البنك الدولي، وكريستالينا جورجييفا؛ المدير العام لصندوق النقد الدولي، وعدد من الوزراء المصريين والأجانب، أشار مدبولي إلى أن هذا التجمع في «يوم التمويل»، يعد دليلًا على الترابط بين السياسات المالية وقضايا المناخ، والتي تؤثر بدورها على موارد الدول، وخاصة النامية منها، وبالتالي على مستوى الموارد المالية المتاحة للحكومات، مضيفاً أنها أصبحت عاملاً حاسماً لدعم جهود تغير المناخ على كل من مستويى: التخفيف والتكيف.
وأوضح مدبولي، أن التضامن بين جميع الأطراف أضحى خيارًا لا يمكن الاستغناء عنه؛ حيث إن التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية والإقليمية، في مسار متكامل ومتناسق، هو أقصر الطرق وأقلها تكلفة للوصول إلى نجاح الجهود لمواجهة تغير المناخ. معربًا عن أن يوم التمويل يكتسب أهمية ملحوظة باعتباره أحد الأحداث الموازية لمؤتمر المناخ.
وأكد على حرص مصر كرئيسة للمؤتمر على الإعداد الجيد لاجتماعات اليوم من خلال برنامج مكثف يتضمن مناقشات حول موضوعات مختلفة تتعلق بمبادرات التمويل الإبداعي، وتشجيع القطاع الخاص على التحول إلى اقتصاد أخضر، وتحقيق انتقال عادل يُحقق الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية، لكى تعطى جهود التنمية الأولوية لرفاهية الإنسان، وهو هدف جميع الحكومات في جميع أنحاء العالم.
وأضاف مدبولي أن هذه الجهود لا ينبغي أن تضيف مزيدًا من الأعباء على المواطنين، خاصة في الدول النامية، الذين لا يتحملون أي مسئولية عن الكوارث الناجمة عن تغير المناخ، ونأمل أن يدرك شركاؤنا في الدول المتقدمة تمامًا ضرورة الوفاء بالتزاماتهم السابقة في هذا الصدد.
وقال مدبولي في كلمته: «يشهد عالمنا سلسلة غير مسبوقة من الأزمات العالمية ذات الآثار المتعددة، فمنذ عام 2019 ، واجهت البشرية تفشي فيروس كورونا، تلتها الصدمة الاقتصادية بسبب الصراع الروسي الأوكراني، وزيادة أسعار الغذاء والطاقة، وما ترتب على ذلك من ارتفاع معدلات التضخم، في جميع اقتصادات العالم، مما أدى إلى التباطؤ الملحوظ في النمو الاقتصادي العالمي، وزيادة المشاكل الإنسانية والأزمات التي طال أمدها، لذلك، فإن إيجاد مخرج من هذا الوضع يتطلب تضامنًا عالميًّا يضع مصلحة الإنسانية فوق أي اعتبارات أخرى».