بقلم: أحمد حسن
«بيعايرونا بفقرنا! بس أنا مش هاسكت». بهذه الكلمات وبكثير غيرها، عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ضيقه وغضبه من الأوضاع الاقتصادية التي يعانيها بعض المواطنين في مصر، وعن إصراره وعزمه على تغيير هذه الأوضاع، حتى تكون مصر في المكانة التي تستحقها، وأن يحظى الشعب المصرى بكامله بالحياة الكريمة التي تليق به. وللحق فإن الرجل وعلى مدار سبع سنوات واصل العمل ليلاً ونهارًا لتنفيذ ما وعد به، وكانت سياساته وتوجيهاته للحكومة ومبادراته خير شاهد على ذلك.
فعلى الرغم من أنه اتخذ قرارًا شجاعًا بتنفيذ الحكومة لخطة إصلاح اقتصادي ضرورية استهدفت معالجة الاختلالات الاقتصادية الداخلية والخارجية لاستعادة استقرار الاقتصاد الكلي، وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال تحرير سعر الصرف وجعله أكثر مرونة بهدف رفع القدرة التنافسية الخارجية، ودعم الصادرات والسياحة وجذب الاستثمار الأجنبي وإعادة بناء الاحتياطيّات، بالإضافة إلى استهداف ضبط أوضاع المالية العامة وتقليص عجز الموازنة بما يمكن الدولة من ممارسة دورها على نحو فعال، وبما يزيد من ملاءتها المالية وقدرتها الاقتصادية على تنفيذ مشروعات المدن الجديدة وتحسين البنية التحتية، وتحسين مناخ الاستثمار، فضلاً عن زيادة معدلات التشغيل وزيادة فرص العمل. إلا أنه لم يغفل أبدًا عن تعزيز تدابير الحماية الاجتماعية وتوسيع مظلة الأمان الاجتماعي للفئات الأكثر عرضةً للتأثر بالنتائج قصيرة المدى للإصلاحات، خاصة بعدما زادت قدرات الدولة الاقتصادية وبدأت في حصد ثمار الإصلاحات من خلال زيادة معدلات النمو وانخفاض معدلات البطالة، وزيادة المحفظة المالية للدولة نتيجة برنامج الإصلاح الهيكلي والضريبي والاستغلال الفعَّال لموارد الدولة.
إننا وبحق نستطيع القول أن سياسات ومبادرات الرئيس المتزامنة، والتي تم ويتم تنفيذها لدعم الطبقات غير القادرة في مصر تشكل برنامج عمل بديع لمكافحة الفقر ينبغي استخدامه على مستوى دولي. فمن مبادرات إعلان الإسكان الاجتماعي المتوالية والمدعومة لمحدودي ومتوسطي الدخل إلى تشييد المدن الجديدة الكاملة للسكن المجاني لسكان العشوائيات وفق خطة كاملة للقضاء على العشوائيات تنتهى عام 2030، تم منها الأسمرات (1)، والأسمرات (2)، والزهور، وأهالينا، وروضة السيدة، والمحروسة (1)، والمحروسة (2)، وغيرها من المدن الكاملة التي تم تشييدها لسكان العشوائيات إلى برامج ترشيد الدعم التموينى للسلع الغذائية الأساسية، والسياسة الشجاعة لتنقية جداوله من غير المستحقين. وهو ما ترتب عليه زيادة الدعم المقدم للمستحقين وتوج الرئيس جهوده في ذلك بإطلاق برنامج «تكافل وكرامة». وهو برنامج التحويلات النقدية المشروطة الذي أطلقـته وزارة التضامن الاجتماعي تحت مظلة تطوير شبكات الأمان الاجتماعي؛ حيث تغطى برامج الدعم النقدي 3 ملايين و800 ألف أسرة، وتستهدف الوصول إلى 4 ملايين أسرة.
ثماني مبادرات فاعلة قدمها الرئيس في مجال الصحة، بالإضافة للدعم المقدم لمحدودي الدخل في «نظام الرعاية الصحية الجديد». كان أبرزها مبادرته التاريخية للقضاء على فيروس الكبد الوبائي (فيروس سي)، والأمراض المتوطنة. ومن بين هذه المبادرات، على سبيل المثال لا الحصر، مبادرة «100 مليون صحة»، ومبادرة «نور حياة»، وإنهاء قوائم الانتظار، ومبادرة «صحة المرأة». كما تأتي مبادرة الرئيس السيسى «حياة كريمة» كمبادرة شاملة لمؤسسات وأجهزة الدولة، بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني لتوحيد الجهود بينهما، والتنسيق المُشترك لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا فى كل المجالات كالصحة والتعليم والسكن لغير القادرين، وتطوير القرى الأكثر احتياجًا، وتوفير كافة المرافق والخدمات الصحية والتعليمية والأنشطة الرياضية والثقافية، كأبرز سياسات الرئيس المنحازة للفقراء فى مصر .
(يتبع)