بقلم: د.م. أسماء محمد المغربي
إن حجم الاستثمار في سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ضخم جدًّا، وفرصته عظيمة بالمستقبل القريب في سوق العمل بمصر وخارجها. ولكن على الجانب الآخر، هناك مهارات ومؤهلات مطلوبة لكي تجد فرصتك المناسبة في سوق العمل. وسمعنا على مدار العشرين سنة الماضية بأن مصر تواجه إشكالية وجود فجوة كبيرة بين المهارات المطلوبة بالوظائف الحالية بسوق التكنولوجيا الحديثة، وما تقدمه الجامعات من خريجين لم يتلقوا تلك المهارات.
ونرى اليوم توقعات ببلوغ حجم الاستثمار في تكنولوجيا أتمتة العمليات الذكية (Intelligent Process Automation) إلى 232 مليار دولار بحلول عام 2025. ومثال للشركات المستثمرة في هذا القطاع، شركتي أمازون وميكروسوفت. بينما سيبلغ حجم سوق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligent) لأكثر من 169 مليار دولار بحلول 2025، وتتنافس كبرى الشركات، وأشهرهم جوجل وأبل. هذا بالإضافة إلى مجال تحليل البيانات الضخمة (Big Data Analysis) الذي ستعتمد عليه شركات أمازون، ونيتفلكس، وجوجل، وستاربكس في اتخاذ القرار آليًّا في أنظمتها بحلول 2023. وكما نعلم أن هناك منافسة شديدة بتكنولوجيا الجيل الخامس (5G) بين شركتي إنتــل وهاواوي لحدوث طفرة في سرعة الإنترنت تصل إلى 40 ضعف السرعة الحالية بالجيل الرابع (4G).
وفي ظل خطة ورؤية العبور إلى مستقبل أفضل وبناء الجمهورية الجديدة في مصر، جاءت توجيهات سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء جامعات مصر الأهلية وبإدارتها بأحدث تقنيات التعليم والتعلُّم، وذلك من خلال كوادر مصرية، بالتعاون مع كبرى الشركات والجامعات العالمية. وسبقها إطلاق عام الشباب المصري في 2016، وإطلاق منصة بنك المعرفة المصري. والهدف من ذلك التكامل نحو تقديم رؤية مستدامة لمستقبل الأجيال بالتعليم الجامعي بمعايير دولية؛ رؤية تستند إلى إيمان كامل بحتمية دور علوم التكنولوجيا والاتصالات في خلق فرص عمل كريمة للشباب المصري.
الجامعات الأهلية المصرية هي جيل جديد من الجامعات الذكية، بلغ عددها حتى الآن خمس جامعات؛ هي «جامعة مصر المعلوماتية» التي تم تدشينها برعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، و«جامعة الجلالة»، و«جامعة الملك سلمان الدولية»، و«جامعة العلميــن الدولية» و«جامعة المنصورة الجديدة»، وجميعهم يتبعون وزارة التعليم العالي.
أما عن «جامعة مصر المعلوماتية»، فهي جامعة رائدة في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستوفر أقسام متخصصة في جميع علوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT)؛ حيث تقدم برامج متقدمة ومتعددة التخصصات تركز على العلوم والتقنيات الجديدة والناشئة تلبيةً لاحتياجات سوق العمل. وتضم أربع كليات كالتالي:
- «كلية علوم الحاسب والمعلومات»، وتضم أقسام علوم الحاسب، وأمن نظم الحاسبات والأمن السيبراني، والتصميم الجرافيكي والألعاب الالكترونية، والذكاء الاصطناعي، وعلوم وهندسة البيانات، وهندسة البرمجيات.
- «كلية الهندسة»، وتضم أقسام الإلكترونيات والاتصالات، وهندسة الحاسبات، والهندسة الصناعية، وهندسة الميكاترونيكس والروبوت.
- «كلية تكنولوجيا الأعمال»، وتضم أقسام المالية، والمحاسبة، وتحليل إدارة الأعمال، وإدارة تكنولوجيا الأعمال، والتجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي، وريادة الأعمال والإبداع.
- «كلية الفنون الرقمية والتصميم»، وتضم أقسام التصميم التفاعلي والرسوم المتحركة، تصميم الألعاب الإلكترونية، وفنون الوسائط الإعلامية الحديثة، والتصميم الجرافيكي، وتصميم تجربة المستخدم.
فلا شك أن رحلة التعليم والتعلُّم بهذه الجامعات الجديدة، ستكون رحلة شيقة مفعمة بالشغف العلمي والتطبيقي. ستساهم في تطوير وتنمية مهارات الشباب المصري بهدف مواكبة التسارع التكنولوجي الهائل، وكسب جولات لصالح بلدنا مصر في هذا المعترك العالمي. والذي من شأنه أيضًا المساهمة في خلق فرص عمل واعدة بسوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على المستويات المحلية والدولية. وما نراه اليوم هو تجسيد حقيقي لما قاله القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي: «إن كل إنسان بمثابة مشروع كبير للوطن».