كتب: طارق خليل
حياة كريمة كانت البداية في عملي التطوعي، أصبح التطوع يرافقني أينما ذهبت وحيثما وُجد فهو الذي يغير الكثير بداخلي ، جعلني أكثر تحملاً للمسئولية، ويكفي من كل ذلك تلك الابتسامه التي اراها على وجوه الجميع خلال ساعات التطوع .
وهذا ما بث فيِ روح التعاون والمساعده وجعلني أعيش خلاله حياه متنوعه وتجارب جديدة حيث رأيت من مؤسسة حياه كريمه حينها العطاء والمحاولة بشتى الطرق دون انتظار مقابل تكريس الجهود المبذوله في اسعاد الاخرين .
وما يميز العمل التطوعي هو شعوري بعد انتهاء كل عمل بسعاده كنت أراها في اعين زملائى المتطوعين والمشاركين دوماً في الأعمال التطوعيه ، وما أحببته أكثر في العمل التطوعي تعاون المشاركين وكأنهم أسرة واحدة وهم بالفعل كذلك لتحقيق الهدف المرجو ، وأقول للجميع مادمتم في عمل التطوع فلن يكون للملل مجال حينها في حياتكم لانه تجديد للروح بتكريس وقتك وجهدك من أجل ان تصنع ابتسامه على وجه طفل صغير أو رجل كبير او امرأة أو أسرة بأكملها، وتسعد بخدمة الجميع بقلوب مليئه بالحب والتسامح و تترك اثراً عظيماً و جميلاً في كل عمل تقوم به وتصبح في أفضل حالاتك.
وكنت اقولها لنفسي كثير ما يجبرني علي استقطاع كل ذلك الوقت من يومي ويوم اسرتي وعملي ووقت راحتي ؟؟؟ ما الذي يجبرني علي تحمل كل تلك الضغوط ؟؟
هل لمجرد بقائي كعضو موجود بالمبادره دون تاثير ؟ هل لرونق الظهور بحجم ذلك العمل الضخم المتداخل بكل الجهات والمؤسسات ؟ هل لاني أري تهافت الهيئات والمؤسسات والجمعيات بل والكثير من المواطنين علي المشاركه بذلك الكيان المهول بهدف ترك بصمه فعلية؟ أم هي مصلحة شخصية!
أردت ان أجد رداً حقيقيا مقنعاً، وبذلك بدا لي العمل كأنني اساعد المواطنين على الخروج إلى البراح وتحررهم من عبئ الشعور بالحاجة، فأصبحنا بكل عمل: أول سلامنا بسمة وأول حديثنا أمان وأول معونتنا مُرضيه ومُجبره للخاطر.
وأصبح بعدها هدفنا الوصول لحياه الكريمه وأن نرتقي بالأرض، ونستر العرض، ونرد كل محتاج مجبوراً، وحينها سنري الفارق بانفسنا،كل تلك الاشياء كانت سببا قويا للاستمرار بذلك العمل الضخم دون ملل او تعب بالتجرد من كل الوساوس التي كادت احيانا ان تقتل ذلك الشعور تجاه العمل التطوعي بتلك المبادره العظيمه
بداية التغيير كانت دراستنا منذ خمس سنوات تقريبا بالرنامج الرئاسي لتاهيل الشباب للقياده، كم من ورشه عمل انضممنا إليها وسهرنا عليها وكان هدفها التعلم والتطوير من أنفسنا بغية الإستفادة من ذلك للنفع الشخصي وتحول كل ذلك فجأةً الي معرفة و خبرة وحسن تصرف بكل موقف من المواقف التي كادت أن تعيق عمل تلك المبادرة العظيمة.
و كمنسق لمؤسسة حياه كريمة بمحافظه سوهاج و(كأعضاء المؤسسة بصفه عامة) كان وما زال يتحتم علينا التنسيق مع كل الجهات لمتابعة المشروعات مثل الهيئة الهندسية للقوات المسلحه والوحدات المحليه ووزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الصحه والتربيه والتعليم وشركة الكهرباء وشركة المياه ومنظمات المجتمع المدني والاهالي
والمتابعة ميدانيا بكل قري المحافظه للوقوف علي المشكلات وتقديم الحلول كذلك المشاركة في لجان حصر وفرز أهالينا المستحقة من عدمه بالنزول الميداني وعمل الأبحاث الإجتماعية بالتعاون من مجموعة من منظمات المجتمع المدني ووزارة التنميه المحليه والمتطوعين.
كل ذلك وأكثر لم يأتي من فراغ ، فمن آمن بذلك الشباب وأعطاهم التأهيل المناسب والفرصة للاستفادة من الحماس والنشاط بشئ أقل ما يوصف عنه أنه عمل جمع بين اسمي صفتين فأصبح عمل خيري ووطني.
بعد كل تكليف من المؤسسة ومع كثرة عدد القري وتباعد المسافات وقلة الامكنيات كان التعب والإرهاق يتلاشي مع فرحة المواطنين بعد زوال المعاناة.
ولا انسي ذلك اليوم المفاجئ والغير متوقع وقت تلقي تكريمي من سيادة الرئيس بالمؤتمر الاول لحياة كريمة وكم تمنيت أن أتلقي ذلك التكريم بلقائي الأول بسيادته وجه لوجه علي قدر سعادتي بأن التكريم تم وانا بموقعي بقري سوهاج أثناء تلبية احتياجات المواطنين .
وتأكدت يقيناً بأن سيادة الرئيس يتابع المشروع بنفسه وهناك جنود مجهولين مخلصين لوطنهم فعلا قائمين علي قنوات الاتصال والمتابعة لتنظيم العمل وتمهيد العقبات التي تقف أمام مشروع سيوفر لمايقارب 60 مليون مواطن حياة كريمة يستحقها لمجرد انه مواطن مصري .
هذا شعوري وأنا ترس صغير جداً بهذه المبادره العظيمة فما بال صاحب الفكرة وقائدها! فهنيئاً لمنفذ المبادرة الذي كان سبباً في إسعاد الملايين فعلياً بتوفير الحياة الكريمة لهم (شكرا سياده الرئيس)
فلا تحقرن قليلاً من الخير تفعله، فإن قليل الخير كثير