كتبت/ نسمة الشاطر
تسعى الأكاديمية الوطنية للتدريب إلى تحقيق الريادة الإقليمية والدولية، وفتح آفاق الحوار وتبادل الثقافات بين الشباب المصري والخبراء الأجانب، من خلال عقد عدة شراكات وبروتوكولات تعاون مع نظرائها بالعالم كالمدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة ENA، والمعهد الوطني لتنمية الموارد البشرية الكورى NHI، ووكالة التعاون الدولي لاتحاد البلديات الهولندية VNG ، والمعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا KAIST، وغيرها من كبريات مؤسسات الدولية. وأخيرًا خلال شهر أغسطس الماضي، عُقدت ورش تدريبية حول إدارة الأزمات بالشراكة مع مركز جنيف للسياسات الأمنية GCSP بسويسرا.
شهدت هذه الورش أجواء حماسية وحوارات ثرية بين الخبراء السويسريين والدارسين من دفعة “الشهيد أحمد منسي” في البرنامج الرئاسي لتأهيل التنفيذيين للقيادة .EPLP وفي هذا الشأن، يرى دكتور باتريك سويت، المدير المشارك لتحالف جنيف للقيادة، أن التفاعل مع الشباب المصري مثل لديه تجربة إنسانية مؤثرة، قائلًا: “جئت ومعي الكثير من التوقعات، والمعرفة، والفهم بإدارة الأزمات، لكنني أغادر وأنا أشعر بالتواضع من مستوى المعرفة والاهتمام والمرونة هنا، لذا سأرحل بتواضع، وأعتقد أن تلك هى الهدية الحقيقية.
ومن بين الدارسين المصريين الذين حضروا ورشة العمل التي قدمها د. باتريك، الطيار المدني عمر سماحة، الذي عبر عن تميز هذه التجربة، قائلًا: “بحكم عملي في مجال الطيران لدي معرفة جيدة لإدارة الأزمات، حيث درست عديد من الدورات في هذا المجال في شركة مصر للطيران وجامعة university city of London، ولكن الجديد هنا في الأكاديمية الوطنية هو “نموذج المحاكاة” الذي كان على درجة عالية من الواقعية والحرفية حيث ساهم فى زيادة مساحة الحركة وتحسين مهارات القيادة والعمل الجماعي، حيث قسمنا أنفسنا إلى فرق عمل، ومع السرعة وزيادة التكليفات اكسبتنا مرونة كبيرة فى التكيف وإيجاد حلول إبداعية، و استفدنا من خبرات السيد باتريك السابقة حيث كان مسؤول سابق بإدارة الأزمات في الصليب الأحمر وأضفى للتدريب كثير من خبراته العملية والأمثلة الواقعية.
من جانبه، يرى سلام على مدرس مساعد بكلية العلاج الطبيعى جامعة جنوب الوادى أن “تصميم المحتوى العلمى يمزج بين المعرفة والخبرات العملية للمحاضرين الأجانب وطريقة التفكير فى اتخاذ القرار أثناء الأزمة التي تستند إلى خبرات ودراسة وطريقة العرض والأمثلة الواقعية، كما تبادل الدارسون الآراء مع الخبراء الأجانب واحترم كل طرف رأي الآخر،، وقد أبدى الأجانب إعجابهم بمستوى التفاعل والوعى والمشاركة لدى الشباب المصري، أما عن فرق العمل كانت هناك منافسة قوية بين الفرق، وأثناء عقد مؤتمر صحفي لإحدى الفرق قامت باقى الفرق بطرح الأسئلة كصحفيين لمساعدتهم فى إنجاح المحاكاة”.
يقول ديفيد هوروبين، مدير إدارة الأزمات بمركز جنيف للدراسات الأمنية ، “لم أصدق أن أرى هذا المستوى من الشباب المصري و أدهشني قدراتهم الذهنية وتفكيرهم المنظم، ونظام التدريب المتكامل تم بشكل جيد، وخاصة داخل مباني الأكاديمية” كما يضيف هوروبين: “معجب جداً بمشاركة الدفعة الثالثة من البرنامج الرئاسي لتأهيل التنفيذيين للقيادة EPLP، فهم يعملون معاً في فرق بشكل جيد جداً، وقد رأيت أيضاً قدرتهم على الابتكار بشكل لم أره من قبل”.
يشكل التعاون بين الأكاديمية الوطنية للتدريب والمؤسسات الدولية استراتيجية شراكة مفيدة لجميع الأطراف التي تتبادل المعارف والخبرات والتجارب، وتقدم فرص مشتركة لتنمية مهارات الشباب، فضلًا عن أن الأكاديمية الوطنية للتدريب تحرص على حسن ضيافة الوفود الأجنبية، وتنظم لهم زيارات للأهرامات ومتحف الحضارة ومختلف الأماكن الأثرية والسياحية المميزة لتعريفهم بالثقافة والتراث المصري.